أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

الشهيدة رزان.. والتهمة إنسانة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 04-06-2018

كانت رزان تمتلك طموحاً فذاً وإرادة عظيمة، وكانت الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة لها بالمرصاد؛ إلا أنها لم تستسلم لهذه الظروف، فقد كان طموحها أن تعمل في صفوف الكوادر الطبية لتداوي جراح الناس.
لم يكن بمقدور عائلة رزان توفير الرسوم الجامعية لها بسبب الفقر وضيق الحال، نتيجة فقدان والدها مصدر رزقه بعد أن تعرّض لقصف إسرائيلي خلال عدوان عام 2014، وحالها وحالهم هذا يتشابه مع حال غالبية السكان هناك، في ظل نسب بطالة وفقر هي الأعلى عالمياً بسبب حصار الاحتلال وعدوانه والإجراءات الظالمة التي يتعرض لها القطاع.
رزان في المقابل تمسّكت بحلمها وقاومت هذه الظروف، فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية وتطوعت بالمراكز الصحية والمستشفيات، حتى تحصل على الخبرة الكافية التي تجعلها أقرب لحلمها.
وحين انطلقت فعاليات مسيرة العودة الكبرى، وجدتها من أول يوم في مقدمة الصفوف، وحين لم يكن في المكان كله أية نقطة طبية لإسعاف المصابين كانت هي نقطة طبية متنقلة، وبادرت لتشكيل أول خيمة طبية، ولم أكن أراها إلا تركض وتركض وتخشى أن يصاب أحد بمكروه دون أن تتمكن من الوصول إليه.
لقد وصلت لمئات الجرحى والمصابين المختنقين بالغاز، بعضهم يكون محاصراً في الخطوط الأمامية ويتطلب الوصول إليه وإنقاذه قلوباً شجاعة كانت تقودها في الكثير من الأحيان بطلة اسمها رزان النجار.
كنت أراها دائماً هناك في المخيم، كانت رغم شجاعتها خجولة، عيونها تلمع من احتباس الدموع، وملامحها حزينة من هول ما ترى في محيطها، تركض كلما سمعت صوت الرصاص باتجاهه لتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بتفانٍ شديد وهمة عالية.
وهي المتطوعة التي ما كانت تبحث عن عمل بقدر ما تبحث عن ذاتها وعن دورها في هذه الحياة، كحال غالبية الشباب هناك في ظل هذا الواقع المغلق، وكانت تسابق الكوادر الطبية الرسمية وتتفوق عليهم في الكثير من الأحيان، ولم تكن تتغيب لو ليوم واحد عن المخيم والفعاليات، كانت أيقونة حقيقية يعرفها كل رواد المخيم وزواره من شدة نشاطها.
رزان المُتعبة من قهر الظروف والأوجاع ومن ظلم الاحتلال وحصاره، وقفت أمام كل العقبات شامخة مثابرة، متحدية وصابرة، حتى على تلك الألسنة التي ما فتئت تسخر منها ومن جهدها أو تقلل منه أو تزايد عليه، وقد ردت على هؤلاء قبيل استشهادها بأيام من خلال كلمات على حسابها على «فيسبوك»، طالبة منهم أن يسكتوا عن المزايدة وإيذائها وإيذاء المشاركين في هذه المسيرات، وأضافت أنه لم يجبرها أحد على القيام بهذا الدور أو الذهاب إلى ذلك المكان، وأنها ورفاقها هم من يصابون وهم من يتعرضون الأذى وهم من يتألمون ويعرفون ما قد يواجهونه.
يوم الجمعة الماضية، ركضت هذه الأميرة الصغيرة نحو الخطوط الأولى لإسعاف بعض المصابين، إلا أن جندياً «إسرائيلياً» مجرماً قنصها في صدرها، ذلك الصدر الذي كانت تحمل فيه شغفها وطموحها وأمنياتها وروحها الجميلة وقلباً يمنح الحب، وارتقت على إثر ذلك إلى السماء.
من رأى وداعها ورأى جنازتها ورأى الدموع في عيون الناس، عرف من هي رزان.. لا تكفي السطور لتعبّر عن خلجات القلب تجاه الملاك الجميل، أقل الوفاء أن نتذكرها ونتذكر من هم مثلها من الأبطال في شتى الميادين، وأن لا نترك القضية التي كافحوا لأجلها أو على الأقل أن لا نخونها أو نطعنها من الخلف.
رحمها الله وطيّب ثراها، كانت عطوفة وطيبة ومعطاءة، كان لها طموح وكان لها قلب… كانت إنسانة.