لم يكن انتقال قيادة الإمارات واهتمام شعبها من مسرح القمة الحكومية إلى قصر الحصن نزهة تقليدية من منصة حداثية إلى أثر باذخ، بل تعبيراً عن توثّب روح وطنية تستثمر في المستقبل وهي تسند ظهرها إلى تاريخ تليد.
بهذا المنظور نستوعب قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وهو يصف القمة الحكومية بأنها قمة الابتكار والازدهار والانتصار والهمم التي لا تعرف الانكسار.
وبالرؤية ذاتها نتفهم البشارة الواعدة التي أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد عن سبع سنوات خضر زاخرة بسبع مبادرات حداثية، بالإضافة إلى إطلاق مسبار يهبط كوكب المريخ في غضونها، وتشكل المبادرات السبع مرتكزات مبتكرة للاستثمار الطموح الواثق في المستقبل، وبما أنها نابعة من رؤى علمية بطموح الابتكار والمنافسة ومعطيات التكنولوجيا ليست أحلام يقظة أو مجرد وعود سياسية، بل قطاف سياسات مبدعة لإدارة حكومية لا تكتفي بالقفز فوق أمراض المنطقة، بل تؤمن أن صناعة عقول الغد والاستثمار في الشباب والمستقبل يتصدر أولوياتها.
الشيخ منصور بن زايد اختزل معاني الانتقال من مسرح القمة الحكومية إلى قصر الحصن عندما قال وهو يخاطب الجلسة الأخيرة للقمة «إننا نتعلم من تاريخنا»، فالعودة إلى مرتكزات التاريخ ومنابعه وحصونه تشحن همم الشعوب بالطاقة الإيجابية، وتحفّز الأجيال المعاصرة، وتلهم الأجيال القادمة الثقة على مواصلة المشوار.
هذه هي الروح التي عبَّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، التي خاطب بها سمو الشيخ محمد بن زايد، الذي وصفه بـ«أخي وصديقي ورفيق دربي» قائلاً: «كلنا نشوف فيك روح زايد»، ثم دعاه إلى مواصلة «الطريق إلى الأمام، إلى المستقبل المشرق، وشعب الإمارات معاك».
إنه حديث رجل قائد واثق في حكمة رفيق طريقه وحنكته، مثلما هو واثق في قدرات شعبه، استناداً إلى تاريخ عريق ومشوار استثنائي من الماضي إلى الغد.