تسعى دولة الإمارات للحصول على مقاتلات شبحية جديدة، بعد إلغاء خططها لشراء المقاتلات الأميركية الفتاكة من طراز إف-35، والتي كانت ضمن خططها مقابل التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن كوريا الجنوبية تبرز كمصدر رئيسي للأسلحة، من خلال مقاتلاتها الأكثر تطوراً "كي إف-21 بورامي".
ولفتت المجلة إلى تحول الدول العربية نحو موردين مثل كوريا الجنوبية والصين وتركيا، مدفوعاً بالقيود المفروضة على برنامج إف-35، والإحباط المتزايد من فشل واشنطن في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة مع استمرارها في تقديم دعم ثابت لاحتلال الإسرائيلي.
وفي أبريل، وقّع البلدان خطاب نوايا للتعاون الشامل في برنامج طائرة KF-21 المقاتلة، وخلال المحادثات حول التعاون الأمني والدفاعي الصناعي، تفقد وكيل وزارة الدفاع الإماراتية نموذجا أوليا لطائرة KF-21 الكورية الجنوبية في قاعدة ساتشيون الجوية، وسافر كراكب في المقعد الخلفي لإحدى الطائرات.
وتُطوّر شركة كوريا للصناعات الفضائية والوكالة الكورية لتطوير الدفاع، بالتعاون مع شركاء من بينهم شركة لوكهيد مارتن، طائرة KF-21 بورامي، المُقرر أن تحل محل طائرات F-4 وF-5 القديمة.
وتتمتع هذه المنصة الدفاعية بمدى قتالي يصل إلى 1000 كيلومتر، وتحمل صواريخ جو-جو وجو-أرض وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى قنابل موجهة وعنقودية، فضلاً عن امتلاكها خصائص شبه خفية، وفقاً لمجلة الأمن القومي.
اتصلت مجلة نيوزويك بوزارة الدفاع الإماراتية والقوات الجوية الكورية الجنوبية للحصول على تعليق.
وأعلنت أبوظبي عن خطط لشراء 50 طائرة من طراز إف-35 بعد وقت قصير من تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيل، بموجب اتفاقيات التطبيع عام 2020، لكنها ألغت الصفقة بسبب الظروف الأمنية الأمريكية والقيود التشغيلية والتوترات بشأن العلاقات الإماراتية مع الصين، مما دفع الدولة الخليجية إلى متابعة استراتيجية أوسع لتنويع الأسلحة.
وتعهدت الإمارات باستثمار أكثر من تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى العقد المقبل، خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب للبلاد في إطار جولة خليجية في مايو الماضي.
ونقلت المجلة عن عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية والزميل غير المقيم في جامعة هارفارد، قوله: "من الآن فصاعداً، لم تعد الإمارات مقيدة بمصدر واحد لتحديث قواتها المسلحة. وقد جاء هذا نتيجةً لتشدد أمريكا وسياستها المتشددة".
ويعتقد عبدالله أن "صفقة إف-35 كانت السبب الرئيسي وراء ذلك. فرنسا موجودة، بشروط بسيطة، أقل بالتأكيد من الشروط الأمريكية، والآن نكتشف أيضاً أن هناك شريكاً قوياً في الشرق يُدعى كوريا الجنوبية".
ويقول موقع أخبار الدفاع التابع لمجموعة التعرف على الجيش: "بالمقارنة مع إف-35 توفر المقاتلات الكورية الجنوبية قدرة أقل على التخفي. وفي حين تفتقر إلى القدرة الكاملة على الشبكات من الجيل الخامس، إلا أنها تعوض ذلك بتكاليف اقتناء وتشغيل أقل بكثير، وصيانة مبسطة وقيود أقل على التصدير، وهو ما قد يكون جذاباً للدول التي تسعى إلى الاستقلال التشغيلي".
وقال رئيس أركان القوات الجوية الكورية الجنوبية الجنرال لي يونج سو في فبراير بعد اختبار طيران، وفقا لصحيفة كوريا تايمز: "من حيث القوة والقدرة على المناورة والطيران والقدرات، أنا واثق من أن KF-21 سوف تقف جنبا إلى جنب مع الطائرات المقاتلة من الطراز العالمي".
وتخطط كوريا الجنوبية لإطلاق نسخة مطورة من مقاتلة KF-21EX مزودة بحجيرات أسلحة داخلية وميزات شبحية محسنة.