أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

صدام مفتعل

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 13-02-2015

حاول الباحث الأميركي كارل إيرنست في كتابه «على نهج محمد»، والذي وضع مضمونه على ضوء محصلة السنوات الطويلة التي قضاها في التدريس والتفكير والكتابة حول الدين الإسلامي، وأيضاً العلاقات الإنسانية التي أقامها مع المسلمين أثناء تنقله بين الدول الإسلامية.. وقد حاول في هذا الكتاب إزالة الكثير من الغموض والضباب حول التصورات المترسبة في العقل الغربي منذ زمن طويل حول الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. وكان هدفه النهائي من وراء تلك المحاولة إقناع الأميركيين والأوروبيين بتغيير موقفهم من ميراث الإسلام وتاريخه، وما حفلت به ثقافة الغرب تاريخياً -على اختلاف حقولها- تجاه الإسلام ومقدساته ورموزه وحضارته، مما لايزال فاعلا حتى الآن.

وكما يوضح «إيرنست» فإن المسلمين أصحاب دين عظيم وتاريخ عريق وحضارة غنية، ونبيهم هو خاتم الأنبياء والرسل، وهم شركاء في الرابطة البشرية ومساهمون رئيسيون في بناء الحضارة الإنسانية على مر التاريخ. لذلك يطالب «إيرنست» بني جلدته من الغربيين أن يدرسوا الإسلام من جديد وبلغته الأصلية (العربية)، حتى يصلوا إلى فهم الإسلام في تصوراته الكلية وتعاليمه التفصيلية.

وكما يلاحظ المؤلف فإن المستشرقين الذين كتبوا عن الإسلام وحضارته وثقافته كانوا يفتقرون إلى هذه الميزة، أي المعرفة باللغة العربية وخصائصها النحوية والأسلوبية، لذلك جاءت أغلب كتاباتهم مبتَسرة ومشوِّهة للإسلام وأهله. فاللغة العربية لها تأثير عميق وأساسي في فهم الإسلام، وفي استيعاب طبيعة مضمونه وفلسفته الروحية.

وكان من المفترض أن يكون الوجود المتنامي للمسلمين في أميركا وأوروبا، حسب قول المؤلف، فرصة عظيمة لدراسة الإسلام من جديد، وانتقال العقل الغربي للتفكير بما يعنيه أن تكون مسلماً. فقد لعب الإسلام دوراً أساسياً في الثقافة الأوروبية لأكثر من ألف عام، إلا أن الفجوة التي تفصل بين حضارتي الغرب والإسلام يرجع سببها إلى الظروف السياسية والتحيز المتعصب في أوروبا ضد الإسلام، ومن هنا كان الصدام بين الطرفين.

والمهمة التعليمية التي ينبغي لمتخصصي الدراسات الإسلامية في الغرب القيام بها في المرحلة الحالية، كما يؤكد كارل إيرنست، ينبغي أن تتغلب على آفتي الجهل والاشتباه حول الإسلام، وإن كانت هذه الحالة تتعزز بما يفعله المتطرفون في الدول الإسلامية، والذين يقومون باستخدام اسم الإسلام وشعاراته لتبرير أفعالهم الشنيعة وأعمالهم المليئة بالعنف.

ولعل الخلل الرئيسي في هذا الخصوص إنما يكمن في حقيقة كون العقل الغربي لم يعد يفرق أو يميز بين ما يفعله مثل أولئك المتطرفين من تصرفات بعيدة عن الدين الإسلامي، وبين منهج الإسلام السمح، والذي جاء لخير البشرية وبهدف إسعادها. والمعضلة الكبيرة أن هذا العقل يضع الإسلام والمسلمين -نتيجة تلك التصرفات البعيدة عن الدين- في خانة الإرهاب وضمن لائحة الدخلاء على الحضارة الغربية، وهو أمر يكرس حالة من الصدام لا مبرر لها أصلا ولا طائل من ورائها.