بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يوم الخميس، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات وتطورات المنطقة.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" بحث الزعيمان "العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين".
كما استعرضا أيضاً خلال الاتصال "عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المساعي المبذولة تجاه التطورات في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ أسباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن ولي العهد السعودي وسمو رئيس الدولة بحثا "سبل تعزيز فرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار".
وفي يوليو الماضي، بحث الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن الوطني، مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالسعودية، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء التطرق إلى التنسيق المشترك إزاء تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ طحنون بن زايد أن هذا اللقاء يأتي في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين، ويجسد حرص الإمارات على دعم العمل العربي المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق الإقليمي لضمان مستقبل مستدام يسوده السلام والنماء.
وخلال الفترة الماضية، تكررت تسريبات إعلامية تؤكد وجود خلافات بين الرياض وأبوظبي، تعود إلى تباين في الرؤى الجيوسياسية، واختلاف في التعاطي مع ملفات إقليمية مثل اليمن، خاصة في ما يتعلق بمحافظتي حضرموت وشبوة، إضافة إلى التقارب السعودي الإيراني، والخلافات حول سياسات الطاقة والتنافس الاقتصادي بين البلدين.
كما كشفت التطورات في الملف السوري عن تباعد واضح في المواقف؛ إذ انخرطت السعودية في دعم الإدارة الجديدة في دمشق بعد تراجع نفوذ نظام بشار الأسد، بينما بدت الإمارات أكثر تحفظًا وأقل حماسًا للانخراط في هذا المسار، على الرغم من إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع النظام السوري.
أما في الملف السوداني، فتصاعد الخلاف بشكل لافت، حيث دعمت أبوظبي قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في حين وقفت الرياض إلى جانب الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما كشف عن تباين جوهري في الرؤية تجاه مستقبل السودان.
وفي تطور نادر ومؤشر على تصاعد التوترات، عاد النزاع الحدودي بين البلدين إلى السطح في أبريل 2024، عندما قدّمت السعودية شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، اتهمت فيها الإمارات بالتعدي على منطقة "الياسات" البحرية المتنازع عليها. وانتقدت الرياض قرار أبوظبي الصادر عام 2019 الذي صنّف المنطقة كمحمية بحرية تابعة لأبوظبي، ما شكّل أول خلاف علني بهذا الحجم بين البلدين منذ سنوات طويلة.