أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

صحوة متأخرة للضمير الأوروبي

مفتاح شعيب
الخليج – الإمارات 71 الكـاتب : مفتاح شعيب
تاريخ الخبر: 21-05-2025

بعد نحو ثمانية عشر شهراً من حرب "إسرائيل" الوحشية على قطاع غزة، بدأ الضمير الأوروبي الرسمي ينتبه إلى حجم جريمة تقع بحق الإنسانية ومستوى معاناة لا يطاق يكابده أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين تحت القصف والتجويع، بلا غذاء أو ماء أو دواء أو مكان آمن يلجؤون إليه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا وزراء بريطانيا كير ستارمر وكندا مارك كارني، قالوا، في بيان مشترك، إنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" في غزة، وإنهم "مصممون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين".

ورغم أن هذا الموقف تأخّر كثيراً وجاء بعد فوات الأوان بالنظر إلى التدمير الشامل الذي أصاب القطاع الفلسطيني المجوّع، فإنه يعدّ متقدماً سياسياً، ووجّه صفعة قوية لـ"إسرائيل" التي ما زالت تتوهم أنها فوق القانون والشرعية الدولية، بينما هي في الواقع تخسر الكثير وستدفع سياسياً واستراتيجياً ثمن كل ما ارتكبته من قتل للمدنيين الأبرياء، ولا سيما النساء والأطفال، ممن لا حول لهم ولا قوة. وبداية الخسارة تتجلى في الغرب الذي بدأ ينبذ "إسرائيل" ويتبرأ من أفعالها وسياساتها، وتترجمه انتفاضة وعي غير مسبوقة تهز المجتمعات الأوروبية، وتلتقي حولها أغلب القوى السياسية من أقصى اليسار إلى اليمين المتطرف، وهذا الإجماع نادر في أوروبا إزاء قضية دولية، ولكن فظاعة القاتل تصيب الضمير الإنساني في مقتل، ولا تترك أمامه من خيار سوى التحرك الحازم لردع المجرم وإنصاف الضحية.

النخب السياسية الأوروبية، المعروفة بانقساماتها التاريخية حيال الأزمات المختلفة مثلما هو الحال في أوكرانيا، تتقارب مواقفها نسبياً لمواجهة سياسة الغطرسة الإسرائيلية، وشهدت عواصم عدة مسيرات غير مألوفة للمطالبة بوقف الحرب على غزة، وأطلقت شخصيات سياسية عديدة مواقف ستحتفظ بها الذاكرة، وشهد البرلمان الأوروبي وبرلمانات بلجيكا وفرنسا وإسبانيا مطالبات بالتدخل لإنقاذ الفلسطينيين وفرض عقوبات على "إسرائيل".

وللمرة الأولى منذ تسليمها فلسطين عام 1948، رفعت بريطانيا صوتها ضد تل أبيب، وباشرت بفرض عقوبات، وعلقت مفاوضات للتجارة الحرة معها، وتوعّدت بإجراءات أشد، وأعلنت التنسيق مع شركائها للاعتراف بالدولة بالفلسطينية. وبموازاة ذلك، كسرت وسائل إعلام غربية "خطوطاً حمراء" كانت تسود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصبّت جام انتقاداتها على "إسرائيل"، وأطلقت دعوات إلى ملاحقة قادتها الضالعين في إبادة غزة، وجرّهم إلى القضاء الدولي ليحاسبوا على ما اقترفوا من جرائم.

صحوة الضمير الأوروبي والغربي عموماً مطلوبة في هذا التوقيت، وإن جاءت متأخرة، وربما تكون مقدّمة للتكفير عن أخطاء لا تغتفر ارتكبتها قوى كبرى بدعمها المطلق لـ"إسرائيل"، وجحودها للحق الفلسطيني على مدى 77 عاماً. وربما يشكّل هذا الانزياح في المواقف مرحلة جديدة من التعامل مع القضية الفلسطينية، رغم اليقين بأنه ليس من الحكمة الإفراط في التفاؤل، وتعليق آمال واسعة على حدوث شيء خارق.

أما النتيجة الإيجابية الكبرى، فإن تداعيات الحملة الأوروبية ستكون كبيرة في المستقبل، لأن الوعي هناك ليس ضعيف الذاكرة كغيره، وإنما سيحتفظ بكل ما جرى في غزة وسيبني عليه سياسات مستقبلية ستُلحق بـ"إسرائيل" ضرراً قد لا تحتسبه اليوم، ولكنها ستعاني من تداعياته في مقبل الأيام.