أحدث الأخبار
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد

الحضارة.. الإنسان والدين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 06-09-2019

كما بين كثير من علماء الأزهر وباقي المؤسسات الدينية الأخرى في دول العالم الإسلامي، فإن أحد الأخطار الثقافية التي تواجهها المجتمعات المسلمة في وقتنا الحالي، وتمثل تهديداً لعقيدتها وحضارتها وهويتها وعقول أبنائها.. هو ظاهرة «الإلحاد» الفكري. 

ولأنَّ الله غيبٌ، كما يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه «حوار مع صديقي الملحد»، والمستقبل غيبٌ، والآخرة غيبٌ، ومن يذهب إلى القبر لا يعود.. راجت بضاعة الإلحاد، وسادت الأفكار المادية، وعبدَ بعض الناس أنفسَهم، ولم يمعِنوا النظر في البراهين الكثيرة والدلائل الوفيرة التي يمتلئ بها الكون، والتي تدل دلالة واضحة وصريحة على وجود الله عز وجل وقدرته وكونه الخالق تعالى، بل استسلموا لأوهامهم ورغباتهم، وأخذوا يتقاتلون على خيرات الدنيا، وظنّ أكثرهم أنه ليس وراء الدنيا شيء آخر، وليس بعد الحياة الدنيا الفانية حياة أخرى باقية.
إن الحضارة الغربية المعاصرة، والتي أصبح كثير من المجتمعات تقلدها وتأخذ بثقافتها وبالكثير من مفاهيمها وتصوراتها الاجتماعية.. هي حضارة تضع الإنسان، ككائن مادي (وليس ككائن ذي أبعاد روحية)، في مركز اهتمامها. والمجتمعات الصناعية الحديثة في غالبيتها قامت على تهميش الدين في حياتها، وأصبح تأسيس الإنسان الاقتصادي والاجتماعي والفكري والسيكولوجي للدين في تناقص مستمر.. بل تعاملت مع الإنسان على أنه «آلة» وليس كائناً مركباً من مادة وروح.
ثم جاءت جموع من المثقفين والإعلاميين وأصحاب الأقلام والنخب الفكرية في دول العالم العربي، ممن تبنوا الأيديولوجيات الجديدة، لتدفع نحو تهميش دور الدين وحضوره في حياة الأفراد في مجتمعاتها، ولتعمل على تأسيس قطيعة معرفية مع الموروث الديني والثقافي برمته.
وبعد أن كان الإنسان في المجتمعات العربية والمسلمة يحرص على الدين والموروث الديني كجزء من شخصيته الوطنية، برزت أجيال جديدة بعضها لا يكاد تربطه علاقة تذكر بهذا الموروث. وفي ظل الحداثة والعصرنة والانفتاح، لم يعد بعض هذه الأجيال قادراً حتى على فهم أساسيات الموروث الإسلامي بلغته الأم.
ومن خلال هذه الفجوة والدور الذي لعبته بعض النخب، أخذ فكر الإلحاد يتسلل إلى بعض المجتمعات العربية والمسلمة، كما بدأ يتسرب إلى عقول الشباب وينمو ويتوسع، وانفتح الباب أمام الكثيرين لاعتناقه والتبشير به، خاصةً بعد أن ترسخت بعض المفاهيم والتقاليد الثقافية الوافدة في عقول أبناء المجتمعات الشرقية، فبات للإلحاد ونزعاته المادية ممثلون وتيارات ورموز ومؤرخون ومنظرون وفلاسفة ونظريات ومدارس فلسفية.. فظهر الكثير من الأقلام التي تهاجم الإسلام والمسلمين، وتتعرض بالنقد لبعض ثوابت الموروث الديني، متكئةً في ذلك على تعلات الحداثة والعقلانية والعلمية، وهذه في جوهرها لا تناقض الدين وتصوراته العامة حول الإنسان والكون والخلق والحياة وما بعد الحياة. وهذا ما بينه وأكد عليه كثير من علماء المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي.