أحدث الأخبار
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد

حين يُشكل التضليل والكذب الرأي العام؟

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 23-08-2019

د. أحمد موفق زيدان:حين يُشكل التضليل والكذب الرأي العام؟- مقالات العرب القطرية

‏كإعلامي عاش عقوداً من الزمن في مهنة تعد الأخطر من حيث تشكيل الرأي العام العالمي، ومن حيث صياغة وصنع السياسات، لا أعتقد أن العالم مرّ في تاريخه بمرحلة كالتي نعيشها اليوم، مرحلة أساسها وباختصار الكذب والتضليل كمدماك رئيسي في تشكيل الرأي العام، وبالتالي يتم بناء السياسات على أساسه، مما يعني قتلاً وتدميراً وخنقاً للحريات وكبتاً لأنفاس الشعوب، آثاره لن تكون فقط مباشرة، وإنما الآثار غير المباشرة أخطر وأشد.

‏تراجع تأثير الإعلام الغربي، ومعه تراجع نفوذ الساسة الغربيين، فلم نعد نرى انسجاماً أخلاقياً بين الأقوال الغربية وأفعالها، وهو ما انعكس بالتأكيد على التغطيات الإعلامية الغربية، وانسحب ذلك حكماً على مصداقية العالم الغربي، هذا التراجع كان لصالح الدعاية الشرقية، وتحديداً الدعاية الروسية، فرأينا وكالة "سبوتنيك" -التي تعني بالمناسبة باللغة الروسية وكالة الصواريخ- تتقدم على صحف غربية عريقة، فهل سمع الإعلام من قبل من يتسمّى ويفتخر بأن يكون صحيفة الصاروخ، أو تلفزيون الصاروخ، أووكالة الصاروخ، في حين يعرف الجميع -وتحديداً من يعمل بهذا الحقل الإعلامي- أن مهمة الإعلام هي التوعية، وينسلك كل ما يقوم به الإعلامي والصحافي في إطار الثورات الناعمة لا الثورات الخشنة التي هي من مهمة الجيوش وأسلحته من صواريخ، ودبابات، ونحوها.

‏ندفع اليوم في العالم العربي ثمناً باهظاً لتسييس الإعلام وتحزيبه وتجريمه، وهو ثمن باهظ بالمناسبة، ثمن كان ولا يزال دماءً وأشلاءً، ومعه خراب أوطان وهجرة وتشريد، وبقاء لأنظمة استبدادية شمولية ديكتاتورية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، يحدث هذا في ظل تقاعد العالم الغربي عن قيمه، وبيعها في سوق نخاسة دولي، فلم يعد الغرب معنياً بعبارات معسولة لطالما صدّع رؤوسنا بها من حوكمة وديمقراطية وحقوق إنسان وحرية تعبير وتداول للسلطة، فكان من الطبيعي أن يملأ الفراغ الذي خلفه هذا التراجع الغربي تقدم روسي شرقي استبدادي مؤيد وحليف للديكتاتورية، فانكشفت الشعوب وانكشف معه ربيعها وحريتها وتوقها للخلاص من العبودية، فلم يعد معها حليف إلا نفسها.

‏تشكيل الرأي العام بشكل عام لم يعد مقتصراً على العالم العربي فقط، وإنما انسحب على العالم الغربي، ألا نرى ما يجري من اللعب في حمضهم النووي الشعبي، عبر هجرة بعض إعلامييهم ورموزهم ونجومهم إلى مؤسسات إعلامية روسية، وهوما دفع بعض حكومات العالم الغربي إلى الحجرعلى هذه المؤسسات الروسية، وتم معه تغريمها مالياً وطرد بعض مراكزها من عواصم غربية، بينما لو كان الإعلام الغربي يقوم بدوره حقيقة وفعلاً، لما تقدم الإعلام الروسي ولا شبيهه، ولكن آثر الإعلام الغربي التقاعد عن مهمته وفضح الاستبداد وحلفائه في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وغيرها، وهو يرى حلفاءه في هذه الدول يقومون بأفعال يندى لها جبين الإنسانية. ‏المطلوب اليوم من كل من تعنيه مسائل وقضايا الرأي العام ومخاطر تزويره وتضليله، إن كان على مستوى الشعوب العربية، أوعلى مستوى العالم كله، أن يفهم ويدرك الأبعاد الخطيرة لهذا النهج، وبالتالي يدرك معه أن ما يجري من تضليل للرأي العام هو فيروس لن يقتصرعلى العالم العربي، وإنما سيمتد خطره إلى العالم كله، وحينها لن ينفع الندم، فالفيروس لا يعرف حدوداً، كان الفيروس مرضاً جسدياً أو مرضاً فكرياً لا فرق.