أحدث الأخبار
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد
  • 06:47 . بيان إماراتي عُماني مشترك يدعو لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد... المزيد
  • 06:39 . تقرير: السعودية أكثر دول الشرق الأوسط إنفاقاً في المجال الدفاعي... المزيد
  • 01:05 . وزير الخارجية الإيراني يصف عقوبات الاتحاد الأوروبي بأنها “مؤسفة”... المزيد
  • 01:03 . الاحتلال يقصف شواطئ غزة ويكثف غاراته وسط القطاع... المزيد
  • 12:08 . ألم المستقيم.. أسبابه وطرق علاجه... المزيد
  • 11:33 . "دوكاب" تخطط لإنتاج قضبان الألمنيوم الأخضر... المزيد
  • 11:32 . حاكم الشارقة يؤكد عودة الأمور إلى طبيعتها في الإمارة خلال ثلاثة أيام... المزيد

"فوربس": منظمة وهمية تجسست على الناشطين الحقوقيين واستهدفت قطر

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-12-2016

صار من السهل أن ينشئ شخص أو جهة استخباراتية أو غيرها  منظمات وهمية للتجسس  أو لأهداف أخرى غير قانونية  ولا يمكن تتبع مصدرها. وها نحن بصدد إحداها.

منظمة غير ربحية أسست في 2015، تتبعها الصحفي «توماس فوكس» ومنظمة العفو الدولية، حتى أغلقت لكن لا تزال التكهنات بشأن مؤسسها قائمة، فهل هي أبوظبي أم نظام السيسي، ولماذا تم الزج باسم قطر في القضية.

منظمة "ضحايا بلا صوت"

وفي ترجمة لموقع "ساسة بوست" للتقرير، يقول: في منتصف عام 2015 وقعت قطر ضحية  مزاعم تقارير متتالية تدعي مقتل 1200 مهاجر من العمال أثناء تجهيزات قطر لاستقبال كأس العالم 2022. ولكن الحكومة القطرية نفت مقتل أي عامل أثناء أعمال بناء الأندية. 

وقد أدت هذه المزاعم، إلى أن أسست مجموعة صغيرة من حقوقيين غير معروفين بريطانيين وفرنسيين جمعيةباسم Voiceless Victims، أو «ضحايا بلا صوت».

ملأت المجموعة موقعها وحساب تويتر بسيل من الصور المروعة لظروف العمال مطالبة بالانتباه العالمي للكارثة. وفي أكتوبر 2015 تواصلت المجموعة مع عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولية لمشاركة فيديو بالانتهاكات أو كما وصفه مديرها «لوك هان» بالـ«فيديو المستفز ذي الانتشار الفيروسي». كما طالبوا عملاق كرة القدم برشلونة بوقف تعاقده مع الخطوط الجوية القطرية.

ووصلت هذه المجموعة للأشخاص ذوي العلاقات مع المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة العفو الدولية ومنظمة مكافحة الرق الدولية والاتحاد الدولي للنقابات وغيرها. وبدت لهم مثل أي منظمة غير حكومية أخرى غير ربحية تحارب من أجل قضية تستحق.

ويقول تقرير "فوربس": "إلا أن ما غاب عنهم جميعًا أنها منظمة مزيفة متهمة بالتجسس الإلكتروني على النشطاء الحقوقيين في الشرق الأوسط، حاولت التوصل لمواقعهم وهوياتهم. منظمة محتالة مدعومة بالمال لخداع الأشخاص الذين يعملون في أماكن العمل ذات الطبيعة الخطرة من أجل كشف معلومات حساسة".

عمل وهمي بلا كلل


يقول «توماس» كانت منظمة العفو الدولية أول من كشف عن نشاط «ضحايا بلا صوت» «الغريب». طلبت المنظمة من «كلوديو جوارنيري» التحقيق في أمر وصول العديد من رسائل إنذار البريد الإلكتروني لفريق العمل بالمنظمة. 

واكتشف «جواريني» أنه بفحص عدد من رسائل مزاعم الانتهاكات بحق العمال في قطر، عند الضغط على بعض المرفقات كانت ترسل تقارير مرة أخرى للمرسل تحتوي على عنوان الـIP والموقع الجغرافي التقريبي ومعلومات عن جهاز حاسب المستخدم كنظام التشغيل والمتصفح، كما احتوت بعض الرسائل على رسومات "جيف" غير مرئية بها شفرة ترسل نفس البيانات السابقة للمرسل. ويقول المحقق إن مثل تلك التقنيات قد يستخدمها العاملون في التسويق، لكن تلك تحديدًا أكثر استهدافًا واختراقًا.

وأضاف «جواريني»: "يبدو أنهم عثروا على خدمة يمكن استخدامها لهدف محدد في كشف الهويات المجهولة وتحديد الموقع الجغرافي للناس الذين يعملون على القضايا القطرية". 

استكملت العفو الدولية البحث في أمر «ضحايا بلا صوت»، وتلك المرة كان مجال البحث في حساب المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وجدت «العفو الدولية» أن منشورات المنظمة المزعومة تختلف عن طبيعة منشورات المنظمات الحقوقية فكانت «عامة للغاية» و«لا طعم لها». 

على سبيل المثال كانت الحملة التي شنتها في احتفالات الكريسماس للعام الماضي، عبارة عن صور معاناة المهاجرين تم تعديلها بشكل رديء لتخرج صورة احتفالية تدعو الناس لتذكر معاناتهم والإحسان إليهم في هذا الوقت من العام.

فضلاً عن أنها وجدت أحد الأخبار المحرفة. إذ وضع اسم «ضحايا بلا صوت» بجوار أحد الأخبار المفبركة تحت شعار موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية. الخبر على موقع الجزيرة كان عن استعادة المهاجرين جوازات سفرهم، إذ نفى متحدث عن الجزيرة علاقة الخط الساخن بالخبر وأنه ربما قام أحد بقص الخبر وشعار الجزيرة ولفق قصة كاملة.

يستكمل «توماس» القصة قائلًا إن منظمة العفو لم تتوقف عند ذلك الحد، بل أتت بـ«فابين جوا» للتمادي في البحث. زار «فابيان» وأحد زملائه في فرنسا العنوان المذكور على الموقع الرسمي في مدينة ليل. وعند سؤالهم عن مقر موقع Vlvictims.org، تبين أن أحدًا لم يسمع عنه قط. وأن المكان المذكور شغلته إحدى نقابات المعلمين طوال ستة أشهر، وذلك حسب ما أورده رجل البريد.

هنا تبين لـ«توماس» و«العفو الدولية» من كلام «فابين» أن المنظمة إذا كانت وهمية إذًا فهي حتمًا خطرة. لكن السؤال الأهم حسب ما قاله جيمس لينش – نائب مدير القضايا الدولية في منظمة العفو الدولية – هو «هل تلك المنظمة برعاية دولة أم أنها مبادرة فردية؟» إذ يبدو أن لها إمكانات كبيرة يمكن أن تقوض أو تشكل خطرًا على مجموعات العمل المدني الشرعية، «حتى وفقًا لمعايير الدفاع عن حقوق الإنسان الدولية».

استعراض فارغ المضمون

وفي بحث «توماس» الشخصي، تكشف له أن «هان» مدير منظمة "ضحايا بلا صوت" ليس إلا كاذبًا، بالبحث عن حسابه في موقع لينكد إن، ذكر «هان» أنه كان مديرًا لمركز جلوبال جاستيس Global Justice Center لمدة سبع سنوات، وأنه حاصل على شهادة القانون من جامعة أكسفورد، التي لم يكن لديها أي سجل عن انضمام شخص حامل لهذا الاسم مطلقًا. حاول الوصول لـ«هان» وصديقتة الموجودة على حساب لينكد إن، إلا أنه لم يكن لهم أي جهات اتصال أو أصدقاء يمكن التواصل معهم. وكذلك حساباتهم على فيسبوك وتويتر.

واستمرت محاولة البحث في سجلات الموقع المحمية منذ تأسيسه في مارس 2016، إلا أن أحد السجلات المرسلة في 2015 لم يكن محميًّا وكان يحتوي على اسم «هان». كان السجل يحتوي على إيميل روسي وعنوان ورقم تليفون.

بعد محاولة الاتصال بالرقم، أغلق الخط، وبإرسال رسالة بريد عاد الرد بفشل الإرسال. وبالبحث مجددًا في مجال الموقع توصل «توماس» لاسم أحد المسجلين «يووالد هارم» يعيش في أمستردام، هولندا. وبالاتصال بالرقم المذكور، أدى به إلى بريد صوتي لصوت رجل حقيقي وليس إلكترونيًا يدعى «أنوويم دي جونج» مدير في شركة تأجير سيارات. لم يجب على رسالة البريد الصوتي طلبًا للتعليق.

يذكر «توماس» أن الموقع صممته شركة محاماة أمريكية مقرها نيويورك تدعى «سوزان فلانجان وشركاؤها» والتي بدت شركة قانونية. وعند الاتصال بها قالت «فلانجان» أنها محامية مهتمة بمقاضاة دور رعاية المسنين بالإهمال والإساءة للكبار في ولاية نيويورك، وفيما يخص الموقع، قالت «اشتريت الموقع لتأسيس شركة غير ربحية تهتم بقضايا كبار السن والحيوانات الضالة المشردة والأطفال المصابين بالتوحد» لكنها كانت منهمكة في عملها للغاية لدرجةٍ لم تمكنها من العمل على الموقع حقيقة.

قدم «توماس» تلك المعلومات لمنصة «بي آر نيوزواير» التي تستضيف موقع «ضحايا بلا صوت» ونشرت المنظمة الوهمية منها خبر انطلاق الموقع. بالتبعية أزالت المنصة خبر إطلاق الموقع. فضلًا عن أن صحيفة «لوموند» الشهيرة الفرنسية أعلنت اليوم أنه لا وجود لأي سجلات بمنظمة مسجلة في فرنسا باسم «ضحايا بلا صوت».

كانت الخطوة التالية لـ«توماس» أنه جمع كتلة الأدلة التي توصل إليها وذهب بها إلى «دانيال كوثبرت» – المدير التنفيذي للاستشارات الأمنية في شركة سينسبوست Sensepost – وكان تقييمه للأمر مشابهًا لما توصل إليه، وأضاف أن الإنذار الأكبر يكمن في حقيقة أن الموقع لم يظهر في أي مكان آخر على الإنترنت، «لم يتحدث عنه أحد، كما لو أن لم يوجد من الأساس».

اتصال للتحريف والتضليل

في خضم كل ذلك، أتى «توماس» بريدٌ من شخص يدعى «لوك هان» بتاريخ (14|12) بعد كل المحاولات الفاشلة في الاتصال به وبصديقته المزعومة «إيميلي»، يتواصل معه. وبعد أن وضح «توماس» ادعاءه بأنه محتال وكذلك الموقع، أتاه الرد من «هان» كالتالي: «حاولنا بمواردنا المحدودة أن نرفع من الوعي العام ونكشف الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان بحق العمال في قطر. للأسف، منذ أن بدأنا تلك الحملة ونتلقى العديد من التهديدات. نتمنى ألا تكون معلوماتك من نفس المصدر الذي يحاول إسقاطنا ومنع الحقيقة عن وضع العمال الأجانب في قطر من الظهور».

وفي تحريف آخر للأحداث، عقب تلك الرسالة أغلق الموقع وعلق رسالة «الأشرار، أيًّا كانوا فقد فازوا».

لاحقًا ادعى «هان» أنه على سفر ولا وقت لديه للرد على الرسائل. وهنا تعجب «توماس» كيف تكون هوية شخص موضع شك ولا يعطي الوقت الكافي لتوضيحها؟

وفي بريد بتاريخ (19|12) ادعى أن «ضحايا بلا صوت» واجهت كافة أنواع التهديدات والهجمات من قبل أولئك الذين يحاولون كشف أفعالهم. 

يذكر «توماس» أن جميع محاولات الاتصال بهم هاتفيًا لم يتم الرد عليها. فبعد هدوء دام طوال فصل الصيف الماضي، عادت بشكل عجيب من جديد بمطالب صارخة، على الرغم من أنها لم تقدم أي دفاع على الاتهامات المقدمة ضدها.

وخلال الأسبوع الحالي اختفت صفحة «ضحايا بلا صوت» وكذلك حساب «إيميلي ليفيبفير» صديقة «هان» وحسابها على تويتر. ربَّما كان الخناق حقًا يضيق عليهم.

التجسس في الشرق الأوسط بلا توقف

يقول «توماس» إن حملات التجسس الإلكتروني في الشرق الأوسط أمر متكرر، من خلال أداة من خادم البريد المستخدم من قبل «ضحايا بلا صوت» لتتبع بريد المستلم كشف عن برامج تجسس عدة. أحد البرامج الخبيثة يصل من الخادم خلال ملف مصمم ليكون «إغراء» على هيئة استمارة تسجيل من مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية.

 يقول أحد المتخصصين في البرامج الخبيثة والذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أنه بمجرد فتح الوثيقة يتم تحميل برامج نوعية njRAT وهو يضمن التحكم بنظام الويندوز للضحية عن بعد، ويشمل الاختراق وسرقة كلمات السر وحق الولوج للكاميرا. وقد استخدم njRAT على مر السنوات الثلاث السابقة في عمليات المراقبة التي استهدفت حكومات في الشرق الأوسط وشركات الاتصالات وصناعة الطاقة.

من يقف خلف المنظمة؟

يقول «توماس» إنه يشك في أن نكتشف أبدًا حقيقة من وراء المنظمة الوهمية، فقد يكون أعداء في الإمارات ومصر. لكن الأكيد أن قضية «ضحايا بلا صوت» تؤكد سهولة أن تنشأ منظمات وهمية إلكترونية بهدف التجسس، وهو أمر خطير وحقيقي.