طالبت منظمة التعاون الإسلامي، الإثنين، مجلس الأمن الدولي، بـ"التحرك فوراً لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ووقف انتهاك المستوطنين للمسجد الأقصى".
واقتحم عشرات المستوطنين اليهود، ساحات المسجد الأقصى في شرقي القدس، صباح اليوم، بمرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية، وهو الاقتحام الثاني من نوعه خلال ٢٤ ساعة.
وفي بيان أصدرته اليوم، أدانت المنظمة "الاعتداءات الخطيرة والمتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين على الأقصى المبارك من خلال ازدياد وتيرة اقتحام المستوطنين ومحاولاتهم إقامة صلوات تلمودية في ساحاته".
كما أدانت المنظمة، أيضا، "تقييد حرية وصول المسلمين إلى الأقصى، واعتقال عدد من الحراس ومسؤولي مشاريع الإعمار فيه، ومنع ترميم مرافقه، إضافة إلى منع سلطات الاحتلال فتح مطهرة باب الغوانمة (أغلقت مطلع يونيو الماضي)، وتكرار الاعتداءات الوحشية على المصلين داخل باحاته".
في سياق متصل، استنكرت "رابطة برلمانيون لأجل القدس" بشدة، اليوم، اقتحام المسجد الأقصى، من قبلِ مستوطنين يهود؛ لتأدية صلوات تلمودية في ساحات الأقصى.
ودعت الرابطة "الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وكل دعاة الإنسانية والشعوب المحبة للسلام والعدل، إلى اتخاذ إجراءات فعّالة لمواجهة هذه العصابات الإجرامية، التي أصبح إرهابها يشكّلُ وصمةً عارٍ في جبين الإنسانية، فضلاً عن الأمة العربية والإسلامية".
وتأسست رابطة "برلمانيون لأجل القدس" عام 2015، بمشاركة العديد من البرلمانيين من كل أنحاء العالم، للقيام بأدوار عديدة بينها النهوض بدور البرلمانيين بالأمة والعالم، تجاه قضية القدس وفلسطين، ومواجهة عمليات الاختطاف والاعتقال والإبعاد المستمرة لنواب المجلس التشريعي الفلسطيني وخاصة نواب القدس، بحسب ما تعرف الرابطة بها نفسها.
وخلال الأيام الماضية، دعت مجموعات من المستوطنين اليهود، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لاقتحامات واسعة اليوم، للمسجد الأقصى، بمناسبة ما يُعرف بـ"ذكرى خراب هيكل سليمان".
و"الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، وأطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر، غير أن البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نصَّر، أثناء غزوه القدس عام 586 قبل الميلاد.
وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، لم تثبت وجوده، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.
ويشهد المسجد الأقصى اقتحامات يومية عدا أيام الجمعة والسبت؛ الأمر الذي تسبب بمواجهات واسعة في الضفة والقدس خلال الفترة الماضية.
ويقوم على حراسة الأقصى، مئات من الحراس المدنيين، تابعين لدائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، كونها المشرف الرسمي على المسجد وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.