كشفت صحيفة لندنية أن تراجع أبوظبي عن تصريح وزير الشؤون الخارجية بدولة الإمارات حول انتهاء دور دولته في اليمن، جاء بعد ضغوط سعودية واتصالات على مستوى عال.
ونقلت صحيفة "عربي21" عن مصدر خليجي مطلع قوله إن التراجع عن القرار الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط اليمنية والخليجية، "جاء عقب اتصال تلقاه المسؤولون في الإمارات من مسؤول سعودي كبير طلب بشكل واضح التراجع عن تصريحات قرقاش".
وكان قرقاش، قال خلال محاضرة أقيمت في مجلس الشيخ محمد بن زايد وبحضوره إن العمليات العسكرية انتهت "بالنسبة إلى القوات الإماراتية في اليمن"، مشيرا إلى أن "الإمارات ترصد الترتيبات السياسية، ودورها الأساسي حالياً تمكين اليمنيين في المناطق المحررة" على حد قوله، ثم عاد بعد ذلك ونشر توضيحا يناقض كلامه.
وتؤكد الصحيفة أن المسؤول السعودي طلب بشكل واضح التراجع عن تصريحات قرقاش وتوضيحها بعد أن كان قد فُهم منها أن الإمارات أنهت دورها ومشاركتها في التحالف العربي باليمن.
وشكلت تصريحات قرقاش صدمة لدى الرياض، والتي اضطرت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي كان يرافق ولي ولي العهد محمد بن سلمان في زياراته إلى واشنطن للخروج على الإعلام والتأكيد على أن موقف دولة الإمارات من التحالف العربي لم يتغير.
وبعد تصريحات الجبير عاد قرقاش ليعدل موقفه وينشر على "تويتر" "إن قواتنا المسلحة أدت دورها القتالي بشجاعة ومهنية، ويستمر هذا الدور مع السعودية الشقيقة حتى إعلان التحالف إنتهاء الحرب".
وأضاف، "إن محور الرياض أبوظبي سيخرج من الأزمة أكثر قوة وتأثيرا، وإن الضرورات الإستراتيجية للمنطقة تحتم ذلك، مكسب ستتضح أهميته الإيجابية على استقرارنا" على حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن ارتفاع خسائر الجنود الإماراتيين في الحرب اليمنية واستمرار سقوط العديد منهم قد أثار الكثير من التساؤلات داخل الإمارات حول جدوى الاستمرار في الحرب وانتقادات مستمرة لدور القوات المسلحة الإماراتية فيها.
يشار إلى أن دور أبوظبي في اليمن، وتحديدا في الجنوب أثار جدلا واسعا في أوساط اليمنيين، فيما يسود الاعتقاد في أوساط العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن ثمة خلافات بين الإمارات والسعودية بشأن اليمن، خاصة بعد أن سيطرت قوات إماراتية بشكل شبه كامل على مدينة عدن.