نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول بدء محاكمة الأكاديمي الإماراتي الدكتور ناصر بن غيث بعد شهور من الاختفاء القسري والتعذيب في سجون أبوظبي السرية أمام محكمة أمن الدولة.
ويقول الموقع البريطاني، أكد ناصر بن غيث أنه تعرض للضرب والحرمان من النوم في أحد السجون السرية بعد اعتقاله لانتقاده قادة الانقلاب العسكري في مصر.
ويتابع، فقد ظهر الأكاديمي الإماراتي البارز في المحكمة للمرة الأولى بعد اعتقاله منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد تغريدات اعتبرت انتقادا للحكومة المصرية.
ألقي القبض على "بن غيث" في (18|8|2015) عندما داهمه 13 رجل أمن يرتدون ملابس مدنية هم ضباط أمن الدولة، واقتيد من عمله في أبوظبي إلى منزله في دبي، ثم إلى مكان مجهول وذلك في اختفاء قسري منذ ذلك الحين.
وفي (4|4) ظهر "بن غيث" في جلسة محاكمة مغلقة في دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي، بتهمة تتعلق بـ"جرائم الإنترنت ومكافحة الإرهاب"، ومع ذلك، فلا يزال رهن الاعتقال السري في في مكان غير معلوم. وتنظر أسرة "بن غيث" أن محاكمته واعتقاله فشلا في تلبية المعايير الدولية للمحاكمات العادلة، وأكدت أسرته أنه تعرض للضرب والحرمان من النوم لمدة تصل إلى أسبوع من جانب حراس السجن.
عندما اشتكى "بن غيث" للقاضي تعرضه للتعذيب، سأله القاضي بغضب، "كيف تعرف أنك في الاعتقال السري؟"، فأجابه أنه لم يتمكن من الوصول إلى محاميه طوال احتجازه.
وحتى الآن امتنعت جامعة السوربون فرع أبوظبي، عن التعليق على اعتقاله إلى الموقع البريطاني، في حين دعت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية إلى إطلاق سراحه وحذرتا من تعرضه للتعذيب.
كما أن السلطات الأمنية لم تعلق على قضية "بن غيث" وعن التهم الموجهة له ولكنها تحاكمه بموجب قانون الجرائم الإلكترونية الذي صدر عام 2012، وهو القانون الذي تنتقده منظمات حقوق الإنسان كونه يشكل قيودا على حرية التعبير.
وكان "بن غيث" قد كتب على حسابه بتويتر قبل أيام من اعتقاله، مستذكرا ضحايا ميدان رابعة، الذين قتلهم نظام السيسي في أغسطس 2013، عندما كانوا في اعتصام يحتجون ضد انقلاب عسكري ضد محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد.
اتهام آخر لـ"بن غيث"
ويقول الموقع، يحاكم "بن غيث" أيضا بموجب قانون "مكافحة الإرهاب" بزعم لقائه معارضين إماراتيين يعيشون في الخارج، وقالت السلطات في المحكمة، إنه يحاكم بتهمة "التعاون مع المنظمات الإرهابية والسرية".
ويعلق الموقع قائلا، من غير الواضح من هم الأفراد الذين التقى "بن غيث" معهم في الخارج. ولكن هناك عدد من المعارضين الإماراتيين منتشرون في جميع أنحاء المنطقة وأوروبا هم أعضاء في جمعية الإصلاح "المحظورة" في الإمارات.
وهذه ليست المرة الأولى التي اعتقل فيها "بن غيث" لنشاطه السياسي، فقد تعرض للسجن بين أبريل ونوفمبر 2011 بتهمة "إهانة" رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، و نائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، فيما عرف بقضية "المواطنون الخمسة"، بعد توقيعهم على عريضة الثالث من مارس 2011.
وينقل الموقع عن ناشط إماراتي وصفه لـ"بن غيث" بأنه "إنسان مسالم جدا."، و"لم يكن ضالعا في أي نوع من العنف أو مرتبط بأي منظمة ".
وأكد الموقع نقلا عن الناشط الإماراتي الذي لم يكشف هويته، "كان من الواضح لنا (النشطاء) عندما ألقي القبض عليه في أغسطس 2015 أنه اعتقل بسبب أنشطته السلمية على تويتر وسلطات الإمارات، ببساطة، تريد إسكاته مرة أخرى."
ومن المقرر مثول "بن غيث" أمام المحكمة في (2|5) المقبل.