انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" دولة الإمارات، وأشارت في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الحليف الأمريكي الذي يعذب المواطنين الأمريكيين"، إلى تعليقات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: "تأكدوا بأننا نشترك في رؤية واسعة".
وتعلق الافتتاحية بأن كلام أوباما ودفاع الجيش الأمريكي عن دول الخليج ليسا متناسقين مع "الاختطاف والتعذيب بناء على اتهامات واهية للمواطنين الأمريكيين، وعليه كنا نأمل بأن يناقش الرئيس قضية كمال ومحمد الضراط عندما التقى بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، على هاش القمة".
وتشير الصحيفة إلى قضية الضراط، حيث تقول إن القوات الأمنية الإماراتية قامت في أغسطس 2014 باعتقال عدد من الرجال الذين ينحدرون من أصول ليبية وكانت لهم علاقة بجهود تقديم المساعدات لليبيا في مرحلة الثورة على الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، وكان من بينهم مواطنان أمريكيان من أصول ليبية، وهما كمال الدارات وابنه محمد، وهما رجلا أعمال ناجحان، يعملان ويعيشان في الإمارات.
وتنقل الافتتاحية عن سلطات حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة، قولها إنه تم اعتقال الاثنين في مكان مجهول لمدة ثلاثة أشهر، وتعرضا لتعذيب مكثف، بما في ذلك أسلوب الإيهام بالغرق والضربات الكهربائية، مستدركة بأنهما قدما، وبشكل مفاحئ، بداية يناير، أمام محكمة بتهمة دعم الإرهاب.
وتلفت الصحيفة إلى أن محامي الادعاء اعترف بأن الاتهامات الموجهة إليهما لا أساس لها، حيث كانت جريمة الدارات الأب والابن هي تقديم الدعم إلى مدينة مصراتة، وقد تعاونا مع السلطات الليبية التي قدمت الدعم لهما.
وتنوه الافتتاحية إلى أنه تم اعتقالهما لأن الإمارات العربية المتحدة ساندت طرفا منافسا للطرف الذي يدعمه الضراط الأب والابن في الحرب الأهلية الليبية المعقدة، مشيرة إلى أن الدليل الوحيد الذي قدم ضدهما في المحكمة كان اعترافا وقعا عليه تحت الإكراه، وشهادة وكيل أمن الدولة الذي قام بالتحقيق معهما في السجن.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم إسقاط الدولة التهم عن المتهمين، والمتعلقة بدعم الإرهاب في مارس، إلا أنها وجهت لهما تهمة جديدة، وهي تقديم الدعم الأجنبي دون تصريح من الدولة، لافتة إلى أن هذا الزعم يتناقض مع الأدلة الموجودة، وهي كثيرة، حيث يواجه المواطنان الأمريكيان حكما بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاما. إن ثبتت عليهما التهمة الشهر القادم.
وترى الافتتاحية في قضية الضراط حالة من الانفصام بين الخطاب الذي يتحدث عن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وممارسات دول الخليج.
وتقول الصحيفة إن دولة الإمارات دعمت، وبشكل كبير، القوى الليبية التي تعمل على تخريب حكومة الوفاق الوطني، التي شكلت بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنها تقوم بقمع وملاحقة النقاد وأي شخص يعد تهديدا للاضطهاد الذي تمارسه.
وتضيف الافتتاحية أن "التعذيب والمحاكم الصورية هما روتين، حيث يتم استهداف المواطنين الأمريكيين تحديدا، وإصدار عقوبات عليهم، مع أن هذا البلد الصغير يعتمد في دفاعه على القوات الأمريكية المرابطة في الخليج".
وتتهم الصحيفة إدارة الرئيس أوباما بتجاهل هذه الانتهاكات أو محاولة التقليل من شأنها، حيث إنها في حالة الدارات ظلت صامتة لمدة 18 شهرا، حتى في الوقت الذي طالبت فيه منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بإطلاق سراحهما.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "يجب على الولايات المتحدة عدم تقديم الدعم الأمني لدول تعذب وتسجن باستهتار المواطنين الأمريكيين".
ونددت الخارجية الأمريكية أكثر من مرة مؤخرا بهذه القضية وطالبت السلطات في الدولة بتوفير ضمانات المحاكمات العادلة وتقديم العلاج اللازم للمعتقلين مؤكدة أنها تتابع قضيتهم عن كثب.