الغارديان: غارات أميركا تدفع المعارضة السورية لتأييد "تنظيم الدولة"
دمشق
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
24-11-2014
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها اليوم الاثنين (24|11) إن الغارات الأميركية تدفع المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد لعقد تحالفات مع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش"، حيث أجرت مراسلة الصحيفة منى محمد سلسلة من المقابلات مع قيادات ومقاتلين في الجيش السوري الحر.
وأفادت الصحيفة أن مقاتلي الجيش الحر والجماعات الإسلامية ينضمون إلى تنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات واسعة في كل من سوريا والعراق.
وتضيف أن بعض الكتائب أقسمت الولاء للتنظيم فيما عقدت بعضها تحالفا تكتيكيا أو توصلت لوقف إطلاق نار وهدن مؤقتة مع تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة أنها لاحظت زيادة نسبية في الدعم الشعبي للتنظيم في بعض المناطق بين المدنيين خاصة بعد الغارات الأميركية. ويقول أبو طلحة، الذي انشق عن الجيش الحر ويتفاوض مع مقاتلين آخرين في جبهة النصرة لحثهم على الانضمام "لقد أصبح تنظيم الدولة المغناطيس الذي يجذب إليه أعدادا من المسلمين".
كما نقلت الصحيفة عن عصام مراد، الذي يقاتل مع فرقة مكونة من 600 شخص في ريف حمص، قوله "لا مجال لمواجهة تنظيم الدولة بعد الحملة العسكرية الأميركية ضده".
كما يورد التقرير قول أبو زيد، وهو قائد فرقة في إدلب وانشق قبل ذلك عن نظام بشار الأسد "يتساءل السكان هنا عن سبب تردد الولايات المتحدة لإنقاذهم، وفي الوقت نفسه تقوم باستهداف تنظيم الدولة بعد سيطرته على قطعة من الأرض، كنا نشطين في قتاله، فقد صادر أراضينا المحررة، وفي الوقت الحالي إن لم يكن هناك تحالف معه، فنحن في هدنة مع مقاتليه".
وأوضحت "الغارديان" أن هؤلاء وغيرهم من المقاتلين السوريين يقولون في لقاءات عبر الهاتف أو "سكايب" إن الغارات الأميركية تؤدي لتغير في مواقف المعارضة السورية والمقاتلين لصالح تنظيم الدولة.
كما ينقل التقرير أيضاً عن عمر وليد، أحد مقاتلي الجيش السوري الحر في حماة، قوله "أشعر بالخوف من انضمام الكثيرين لـ(داعش)؛ بسبب خيبة أملهم من الإدارة الأميركية، انظر لوسائل التواصل الاجتماعي لتجد أن الناس والقادة يتحولون إلى جانبه".
وأضاف وليد "منذ ثلاثة أعوام لم نحصل على أسلحة من الولايات المتحدة، وكل ما جاء من أميركا من أسلحة فهي لقتال تنظيم الدولة".
وأفاد أبو طلحة أنه انضم للجيش الحر بعد الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي بعد اندلاع الثورة بفترة قصيرة في آذار/ مارس 2011، وأصبح قائدا لمجموعة "أنصار الحق" في الغوطة، شرق العاصمة دمشق، وعندما شعر بخيبة أمله من الجيش الحر، واعتقد أنه أصبح أداة بيد المخابرات الأجنبية ولم يعد قادرا على القتال، وجرح أربعة من قادة الفصيل انشق وانضم إلى "داعش".
ويقول أبو طلحة للصحيفة "منذ ذلك اليوم، أقسمت ألا أقاتل تحت الراية التي تحمل علامة الجيش الحر حتى ولو لثانية. وبحثت عن الجهاديين الحقيقيين كي أقاتل معهم ولم أعثر عن جهاديين أفضل من مقاتلي (داعش). وقلت للمقاتلين معي: سأنضم لـ(داعش) وأنتم أحرار لاتباعي أو المضي في طريقكم".
ولفتت الصحيفة إلى أن 200 من اتباعه قرروا تقديم الولاء لتنظيم الدولة، وهو تحرك اعتبره الجيش الحر والمدنيين عارا، وبعد ذلك بدأت الغارات الأميركية على التنظيم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة لقوله إن مجموعات صغيرة أعلنت عن ولائها لتنظيم الدولة بشكل مفتوح، لكن الكتائب الكبيرة في إدلب وحلب ودرعا والقلمون وجنوب دمشق بايعته سرا، "هناك كتائب تتفاوض مع التنظيم لتوحيد القوى ومواجهة العدوان الأميركي".