وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية انتخابات الرئاسة التونسية بأنها "نقطة مضيئة في مشهد مظلم بعد تعثر الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط".
وتناولت في تقرير نشرته اليوم الاثنين اضطراب الأوضاع في دول الربيع العربي، موضحة أن سوريا انزلقت إلى حرب أهلية وحشية، أما مصر فالمناخ السياسي بها يعد الأكثر قمعا من أيام الديكتاتور حسني مبارك الذي أسقطته ثورة يناير، فضلا عن اضطراب الأوضاع والنزاع المسلح في كل من ليبيا واليمن.
وعادت الصحيفة للحديث عن تونس، حيث ترى أن الانتخابات الرئاسية تمثل علامة فارقة في انتقال ديمقراطي ناجح بدرجة كبيرة، بعد أن صوت التونسيون للمرة الأولى لاختيار رئيس للبلاد من بين أكثر من 20 مرشحا.
وذكرت أن الباجي قائد السبسي المرشح الأوفر حظا في الانتخابات، والذي حصل حزبه (نداء تونس) على النصيب الأكبر من المقاعد خلال الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، يواجه منافسة شرسة من الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، وهو حقوقي ذائع الصيت، وسيخوضان جولة إعادة وفقا للأرقام المعلنة بعد فرز حوالي ثلثي الأصوات.
ولفتت الصحيفة إلى أن السبسي، الذي يحظى بعلاقات مع نظام زين العابدين بن علي، يراه بعض الناخبين أنه رمز للنظام السابق.
ويقول سيف بوطابا وهو طالب "إن الكثير من الشباب المحبطين لم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، ويبدو أننا بحاجة لثورة جديدة".
فيما تقول تقوى الشابي "نحن بحاجة لأن نختار بعناية، فنحن بحاجة لرئيس يمكنه حل مشكلات الاقتصاد والأمن في بلادنا".
وأرجعت الصحيفة اجتذاب السبسي لعدد كبير من أصوات الناخبين إلى وعوده بتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، حيث لا تزال تونس تعاني من اقتصاد هزيل واضطراب في الأوضاع الأمنية لاسيما مع وقوع هجمات إرهابية.
ورأت الصحيفة أن الإشادة بالانتخابات البرلمانية التي أقيمت الشهر الماضي في تونس، لم تأت فقط لنجاح تلك الانتخابات وسلميتها فحسب، بل لأنها لم تشهد أي أحداث عنف في أعقاب اكتمالها، مشيرة إلى قبول حزب النهضة الإسلامي بنتائج الانتخابات البرلمانية وعدم دفعه بمرشح في الانتخابات الرئاسية.