في أعقاب يوم دامٍ جديد شهد سقوط عشرات الشهداء والجرحى في قطاع غزة، كشفت مصادر فلسطينية عن مباحثات جارية لوضع آلية ملزمة لمنع تكرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 أكتوبر الجاري، والذي بات مهدداً بفعل التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
وبحسب ما نقلته قناة الجزيرة عن مصادر مطلعة، فإن جهودًا دبلوماسية مكثفة يقودها وسطاء إقليميون ودوليون أسهمت في إعادة تثبيت وقف إطلاق النار مساء الأحد، بعد موجة من الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق متعددة في القطاع، وأسفرت عن استشهاد 44 فلسطينياً خلال يوم واحد فقط.
في السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يعتزم التأكيد خلال زيارته المرتقبة لتل أبيب، أن اتفاق إنهاء الحرب ما زال سارياً ويجب احترامه من جميع الأطراف، في مؤشر على قلق أمريكي متزايد من تداعيات الانفلات الميداني.
من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا كشف فيه أن جيش الاحتلال ارتكب 80 خرقاً لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيّز التنفيذ، ما أدى إلى استشهاد 97 فلسطينياً وإصابة 230 آخرين بجراح متفاوتة، حتى تاريخ 20 أكتوبر.
وأضاف البيان أن يوم الأحد وحده شهد 21 خرقاً، استخدمت خلالها قوات الاحتلال الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة من طراز "كواد كابتر" لتنفيذ عمليات استهداف مباشر في الأحياء السكنية.
الاحتلال الإسرائيلي برر هجماته الأخيرة بادعاء استهداف مقاومين أطلقوا قذائف مضادة للدروع باتجاه قواته في رفح، وهو ما نفته فصائل المقاومة، التي اتهمت تل أبيب بمحاولة إفشال التهدئة عبر افتعال ذرائع أمنية.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التصعيد المتكرر، محمّلاً "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه "الاعتداءات المنظمة"، مطالباً الأمم المتحدة والجهات الراعية للاتفاق بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة في 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، خلّفت كارثة إنسانية مروّعة، حيث بلغ عدد الشهداء 68,159، فيما تجاوز عدد الجرحى 170,203، أغلبهم من الأطفال والنساء، إلى جانب تدمير نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع، بحسب تقارير فلسطينية.