أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس لا يزال قائماً، رغم التصعيد العسكري الذي شهده قطاع غزة مؤخراً، والذي خلّف عشرات الضحايا الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، حيث شدد على أن "الهدنة لم تنهَر"، مضيفاً أن بعض "العناصر الخارجة عن السيطرة" داخل غزة قد تكون مسؤولة عن إطلاق النار الأخير، وليس قيادة حماس نفسها، بحسب تعبيره.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن بلاده تتابع الموقف عن كثب، وقال: "سنتعامل مع أي انتهاك للاتفاق بحزم، ولكن بما يتناسب مع طبيعة الوضع"، مؤكداً التزام واشنطن بدعم استقرار الهدنة التي تم التوصل إليها في 10 أكتوبر الجاري.
وفي تصريحات موازية، قلّل نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، من شأن التصعيد الأخير، معتبراً أن "الاختراقات المحدودة" لا تعني فشل الاتفاق، بل هي متوقعة في مثل هذه الأوضاع.
وقال: "في أي اتفاق من هذا النوع، ستحدث احتكاكات... المهم هو إبقاء التفاهمات قائمة والعمل على تهدئة التوتر".
وأشار فانس إلى أن الولايات المتحدة ترى في الهدنة فرصة لبناء أساس لحل طويل الأمد، داعياً دول الخليج إلى لعب دور أكبر في مرحلة ما بعد الصراع، خاصة في ملف نزع سلاح حماس، مؤكداً في الوقت ذاته أن بعض هذه الدول "لا تزال تفتقر للقدرات الأمنية الكافية لتحقيق هذا الهدف"، على حد قوله.
وكشف فانس أن أحد كبار مسؤولي إدارة ترامب سيزور المنطقة قريباً لمتابعة تطبيق بنود الاتفاق، مرجّحاً أن يقوم هو نفسه بتلك الزيارة.
في السياق ذاته، أعلنت "إسرائيل" مساء الأحد وقف ضرباتها الجوية على غزة، بعد يوم من القصف الذي وصف بأنه الأعنف منذ سريان الهدنة، وقالت إنها استهدفت مواقع تابعة لحماس رداً على هجمات ضد قواتها.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة في غزة أن الغارات أسفرت عن استشهاد 97 شخصاً، وإصابة أكثر من 230 آخرين بجروح متفاوتة، منذ بداية التصعيد.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، جاء بعد أكثر من عامين من الحرب المستمرة، التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمّرت أجزاء واسعة من القطاع.