قررت الكاتبة الأمريكية آر إف كوانغ، الانسحاب من مهرجان طيران الإمارات للأدب، استجابة لدعوات حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، التي يقودها الفلسطينيون لمقاطعة الإمارات بسبب دورها المزعوم في الحرب في السودان.
وكان من المقرر أن تظهر الروائية الأكثر مبيعاً، ومؤلف ثلاثية "حرب الخشخاش"، و"الوجه الأصفر"، و"بابل، لا مفر من العنف"، في المهرجان المقام في دبي بين 21 و27 يناير القادم، قبل أن تعلن الحركة يوم الثلاثاء انسحابها من المهرجان.
وأضافت أن القرار جاء ردا على "الأحداث الجارية في السودان" و"الدعوة الأخيرة التي وجهتها اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها لمقاطعة الإمارات نظرا للفظائع الجماعية في السودان".
وشاركت كوانغ على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، رسالة وجهتها إلى المنظمين قالت فيها إنها "لم تعد قادرة على السفر إلى دبي لحضور مهرجان الأدب".
وتصف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) نفسها بأنها حملة من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وتحث على مقاطعة المؤسسات المتواطئة في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين.
وفي نوفمبر الماضي، وسعت الحركة نطاق تركيزها ليشمل دعوات لمقاطعة دولية ثقافية واقتصادية للإمارات، في أعقاب مزاعم بلعب أبوظبي دوراً في تسليح قوات الدعم السريع في السودان.
وقالت كوانغ إنها "احترمت دائماً الدعوات المنظمة للمقاطعة الثقافية ضد الإبادة الجماعية من المجتمعات المتضررة بشكل مباشر، وخاصة المبادئ التوجيهية التي وضعتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات".
وطلبت من منظمي المهرجان إبعادها عن جميع برامجه ومواده الترويجية. واعتذرت في رسالتها عن انسحابها المتأخر، واصفةً المهرجان بأنه "عملٌ نابعٌ من الحب"، وأضافت أنها تأمل في حضوره "عندما لا تعود هناك حاجةٌ للمقاطعة".
ويأتي انسحابها في الوقت الذي لا يزال فيه السودان عالقا في حرب أهلية وحشية بين الحكومة المعترف بها دوليا في الخرطوم وقوات الدعم السريع، التي حاولت الاستيلاء على السلطة في عام 2023.
وفي الشهر الماضي، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد حصار دام 18 شهرا لمدينة الفاشر، آخر معقل للحكومة في دارفور، وانتهى بسيطرة المجموعة الكاملة على المدينة.
وقد أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقدر بنحو 12 مليون شخص، مما أثار ما وصفته الوكالات الإنسانية بأنه أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
واتهمت الأمم المتحدة أبوظبي بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ادعاء تقدمت به السودان إلى محكمة العدل الدولية في وقت سابق من هذا العام، متهمة أبو ظبي بدعم الإبادة الجماعية.
وتنفي الإمارات هذه الاتهامات. ومع ذلك، اكتسبت دعوات المقاطعة الثقافية والاقتصادية للإمارات زخماً، حيث انضمت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) رسمياً إلى الحملة في نوفمبر الماضي.