أحدث الأخبار
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد

مصعد الكراهية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-09-2014

كعرب ومسلمين، نحن لا يمكننا التعايش مع هذه الهوية الدينية والثقافية المركبة بسلام واعتزاز وطمأنينة، كما لا يمكننا أن نغير أفكار وانطباعات الآخر وحمله على النظر لنا كجماعة مسالمة ومتحضرة، طالما رضينا بأن نظل على امتداد التاريخ أرضا حاضنة للإرهاب والإرهابيين ومفرخة للتطرف والمتطرفين الذين لا يكفون طيلة الوقت عن انتزاع حق الله في تقييم إيمان البشر وبكل وقاحة، فيلقون بهؤلاء في النار ويدخلون أولئك الجنة ويوزعون صكوك الغفران كما يشاؤون وكأننا نعيش في القرون الوسطى بين دهاليز الكنائس ورجال الكهنوت من أصحاب نظرية التفويض الإلهي التي لطالما سخرنا منها وانتقدناها ونحن أطفال على مقاعد الدراسة، فإذا بنا نجد أنفسنا اليوم محاطين يمينا إن التفتنا ويسارا إن توجهنا بقبائل همجية من أصحاب التفويض الإلهي تقول إنها تؤسس لخلافة إسلامية قوامها الذبح والقتل والخراب وقطع الرؤوس!

في هذا الصيف تحديدا، وبعد أن زادت مرات سفراتي الى أوروبا كثيرا، وبعد أن قلت مرارا إن السائح أو القادم من خارج القبيلة الأوروبية إلى الغرب محكوم بسلوكه الفردي وتصرفاته الخاصة ومظهره العام، وأنهم هناك لا يتعرضون لك طالما بدوت محترَما ومحترِما للآخر والقانون، وأن ما نسمعه وما نقرأ عنه يبدو من قبيل المبالغات والتهويل.

اليوم أجدني أعيد مراجعة هذه المقولات، لأنك كعربي وكمسلم أصبحت مربوطا بشكل واضح أو خفي بتلك القبائل الهمجية التي أغلقت عليها أبواب وطن كامل يوم غادرت الجغرافيا العربية، في الحقيقة اكتشفت أنه في ظل ثورة التكنولوجيا والتواصل والمعلوماتية تتسلل داعش من ثقوب كل كمبيوترات العالم لتقف بينك وبين العالم، لتشير إليك بأنك تنتمي مثلها لنفس الجغرافيا والمناخ والثقافة والسياسة، فلا تتعجب من كم العنصرية التي ستواجه بها بعد ذلك.

في أحد الفنادق الألمانية، وكنت قد ركبت المصعد صباحا مع مجموعة من السياح الأجانب الأميركيين، نظر إلي أحدهم بعجرفة واضحة وسأل بعربية صرفة: من فين أنتم؟عرفته على الفور من لكنته الفلسطينية، قلت له من الإمارات، «وأنت ؟ سألته وقد تيقنت من هويته الإسرائيلية بشكل قاطع، أجابني بثقة من الأرض المقدسة «إسرائيل»، وعندما فتح المصعد سارع للقول تشرفت بلقائك، لم أبادله العبارة، وأسرعت كمن يهرب من كارثة الى حيث تجلس عائلتي أخبرهم بما حدث.

نحن لا نعيش وحدنا على هذا الكوكب، وفي الوقت الذي نركن نحن للثرثرة ومواجهة داعش بالخوف منها والتهويل من حجم نفوذها وسطوتها، يعمل غيرنا على استغلالها لربطها بالعرب الهمجيين الذين يحاربون أبناء الله في الأرض المقدسة، لتسوء صورتنا أكثر وتزداد أرباحهم أكثر، في هذا العام تحديدا لاحظت أن الغلظة والنفور تجاه العرب كان واضحا، وكأننا ندفع فاتورة داعش والإخوان وثقافة الرؤوس المقطوعة!

إن الذي أضاء ليل التقاعس العربي لخلق صور بديلة وناصعة كانت مبادرة حكومة الشارقة التي أقامت أسبوعا ثقافيا في مدينة كولون تزامنا مع زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمدينة ومتحفها العظيم.

لا نطالب باتقاء الغرب ولا بالتزلف لهم ولا نخاف منهم، لكننا خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، والغرب يعرف السلام باللغة المكتوبة كما قال أحمد بودهمان، وليس بالهمجية والصوت العالي، وطالما نحن بحاجة للسفر والتعلم والاستيراد والطبابة وغير ذلك من الغرب، فلا علينا سوى أن نمد جسورا من تفاهم وحضارة تردم الثقوب السوداء التي تنفجر على أرضنا كل حين، كي لا نختنق في وطن كبير يريده لنا البعض أن يصير مصعدا مملوءا بالكراهية ومعلقا بين السماء والأرض!