أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

الإلحاد: نفور واستسلام

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 12-09-2014

تتردد كلمة الإلحاد بكثرة في هذه الفترة على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت وعلى ألسنة العديد من الناس في محاوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يخرج علينا كتاب يدعو صراحة إلى الإلحاد ونبذ الدين والإيمان، حتى أن بعضهم لا يستحي من الكشف عن نفسه والإعلان صراحة بأنه «ملحد». وهنا يكمن الخطر الذي ينبغي التحدث عنه والتنبيه إليه قبل أن يستفحل في المجتمعات ويصبح ظاهرة مألوفة ومقبولة.

والإلحاد ببساطة شديدة هو أن ينكر الإنسان وجود الله، أي رب العالمين وخالق الكون، وأن يكذّب بالرسل الذين بعثهم الله لهداية الناس، وينفي الكتب السماوية ولا يؤمن بالبعث والجنة والنار والجزاء في الآخرة.

والإلحاد، حسب غالبية المصادر، ظاهرة غربية نشأت في الغرب وترجع أصولها إلى اليونانيين القدماء، إذ ولدت عندهم على يد الفيلسوف اليوناني «ديموقريطس» الذي اعتبر أن «ميلاد العوالم وموتها يرجع إلى الضرورة دون أن يخلقها الله». ومع تطور العقل الغربي وما شهده من صراع بين العلماء والكنيسة، إذ قامت الأخيرة بحصر المعارف والعلوم في دائرة اللاهوت، واضطهدت العلماء وضيّقت على العقل والبحث العلمي.. فضاق الناس بأفعالها في أوروبا وطالبوا بالثورة عليها لينتهى الصراع بوجود علماء ملحدين وكنائس خالية من الناس.

وبذلك أصبحت الحضارة الأوروبية الحديثة حضارة بلا دين، تعمل للخلق وليس للخالق، ومن هنا أخذ الفكر الإلحادي ينمو ويتوسع وانفتح الباب واسعاً أمام الكثير من المغرر بهم لاعتناقه، خاصة بعد أن ترسخت الحضارة الغربية وتبنت الفلسفة المادية كمذهب لها، وهو مذهب أصبح له نظرياته ومدارسه ومنظروه وفلاسفته ومؤرخوه وعلماؤه، من أمثال نيتشة وفولتير وراسل وكونت وماركس مؤسس الجدلية المادية التي أصبحت عنواناً للعديد من الحركات والأحزاب والدول.

وقد ظهرت في أوروبا الكثير من الكتب التي تدعو إلى الإلحاد وتدافع عنه. وبسبب سيادة الفلسفة الوضعية التي نزعت عن الدين قداسته، وحدوث أكبر موجة إلحادية في التاريخ الحديث، تزايد عدد الغربيين الذين لا يؤمنون بوجود إله للكون، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن الذين يؤمنون بوجود الله في أوروبا لا تتجاوز نسبتهم 14 في المئة من مجموع السكان.

واستناداً إلى مجموعة الأبحاث والدراسات والاستطلاعات التي أجرتها بعض الجامعات ومراكز البحث العلمي، ومنها مؤسسة «جلوب» لاستطلاع الرأي، و«يرسون ماستلر» الأميركية، وجامعة «ايسترن ميشجان».. يتضح أن هناك حالة من التصاعد في نسب الإلحاد في العالم.

إن مصدر الإلحاد وموطنه إذن هو الغرب والتجربة التاريخية والثقافية الغربية، أما الإسلام في جوهره فهو لم يضق بالعقل ولا يعادي المنهج العلمي، بل يعتبر التفكير فريضة على المسلم، وقد طلب منه النظر بفكره وعقله إلى ما في الطبعية والنفس البشرية كي يصل ببصيرته إلى اليقين الذي يهديه إلى معرفة الحقيقة. وفي القرآن إشارات واضحة وصريحة حول هذا الأمر. لكن الذين لم يخالط الإيمان قلوبهم ولم تحرك آيات الكون عقولهم واستسلمت نفوسهم لمذاهب الشك، فحادوا عن الطريق الصحيح الهادي إلى الإيمان، فهم مَن شعروا بالنفور من الدين فاستسلموا للإلحاد.