أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

الصرُّة التي دسَّها البحر في قلبي!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-07-2018

إذا لم تقتحموا عقل طفل فحاولوا أن تفعلوا، ابحثوا عن تلك السير الذاتية أو الأعمال الأدبية التي اقتحمت عالم الصغار وتحدثت بقلوبهم ونظرت للعالم من خلال عيونهم، تحضرني الآن روايات «حكاية السيد زومر» و«أوسكار والسيدة الوردية» و«صيف بارد جداً» و«عساكر قوس قزح»، حيث يلتقط الرواة تفاصيل العالم ويبوحون بها من خلال عيون الأطفال الذين لا يعبأون بأي اعتبارات، لكنهم قادرون بطريقتهم على أن يرصدوا سيرورة المجتمع وأخلاق الناس!

الآن لنقرأ هذه العبارة: «نعم أنا ذلك الكائن الغامض المسمّى طفلاً، ذلك الكائن الصغير الذي يحلو للكبار أن يعتقدوا بأنه لا يفهم ولا يعرف شيئاً، وأن عليه فقط أن ينفذ ما يطلبونه منه، وغالباً ما تكون طلباتهم سمجة ولا مبررة، لأنهم أدعياء لا أكثر!».

حين قرأت هذه العبارة ابتسمت طويلاً، فقد كنت في سنواتي الأولى طفلة تائهة بين البحر وفضاء الحيّ، كان البحر يمد لي يده اليمنى كل يوم بالأصداف والأصوات، وباليد الأخرى كان يغافل الجميع ليدسّ في قلبي صُرَّة معقودة بشكل مُحكم، كانت تلك الصرة كخبيئة مقدسة، حين فككت عقدتها بعد سنوات طويلة فاحت رائحة ذاكرة متوحشة، عصية وبلا قرار، تذكرت أن البحر يومها حين خصَّني بتلك الخبيئة كان قد رشني بالشغف، وبلعنة الركض أبداً باتجاه الحكايات واللغة!

عن الحكايات، تحفظ ذاكرتي تلك السنوات التي انتقلت فيها من العيش في بيت أبويّ إلى بيت جدتي، وفي الوقت الذي كانت فيه أمي صامتة معظم الوقت، لديها انشغالات المرأة المتلبسة بأمومتها وحالة المغالبة الدائمة لقسوة الحياة وتربية الأبناء، كان بيت جدتي فضاءً مشرعاً على الحكايات والثرثرة والنساء الذاهبات والآتيات برؤوس متخففة مما كان يثقل أمي، وبألسن لا تكفُّ عن حياكة تلك القماشة الواسعة من قصص النميمة والشائعات!

النميمة من حيث كونها منبعاً من منابع الفضول في عهد طفولتي، حين كانت جدتي تجلس إلى جاراتها ويبدأن يلُكْن كل شيء، بدءاً بصحن الفاكهة، وانتهاء بتلك الحكايات الخاصة، ساعات من الحكايات والثرثرة كانت تتسرب إلى قلبي وتكمن هناك إلى ما لا نهاية!

ولأن الكبار لا يعرفون الكثير عن الصغار؛ لا يعرفون كيف يفكرون فيهم وكيف ينظرون إليهم، لا يعرفون سوى أنهم صغار ولا يفهمون، لذلك يطلقون العنان لأنفسهم أمامهم، بينما تتأسس خيالات الصغار وشغف قلوبهم وأرواحهم على تلك الحكايات والكلمات.