أحدث الأخبار
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد

لسن «عشر» ولكن كل النساء

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 08-10-2017


اقترب النادل المصري النحيل من طاولتنا، نظر إلى البطاقات التي كنا نعلقها على صدورنا، وقد كانت أخبار المؤتمر الذي نحضره يومها في القاهرة، تملأ الصحف، وقال بجرأة «انتو من جماعة قمة المرأة مش كده؟»، ابتسمنا وقالت واحدة منا: نعم أي خدمة؟، فقال، مشيراً إلى فتاة يمعن شاب في الإمساك بخناقها وضربها "أليست هذه امرأة من النساء اللاتي تقولون أنكم تناقشون مشاكلهن؟، طيب شوفولها حل، ولا هذه مش امرأة قد المقام؟"، في الحقيقة لقد حاسبنا مرتين، مرة بكلماته وأخرى حين دفعنا ثمن كؤوس الشاي بالنعناع التي لم نشربها.

هل هذه المؤتمرات في كل العالم، والتي تناقش وتتحدث وتقدم أوراق عمل حول أوضاع المرأة، وتنفق أموالاً بالملايين، جادة فعلاً في البحث عن حلول لمشاكل النساء وأوضاعهن البائسة؟، فإذا قلنا نعم، فإذن، لماذا كلما زادت المؤتمرات، زاد بؤس النساء، وكثر التحرش بهن، وتدنت مستويات تعليمهن ورعايتهن الصحية، وعلت نسب إصابتهن بالأمراض الخطيرة؟.

بين ذلك المشهد الخاطف البعيد في المقهى الشعبي بمنطقة الحسين بالقاهرة، وبين اليوم، أكثر من 15 عاماً، ومئات الكوارث وآلاف النساء اللاتي يملأن مخيمات اللجوء، وسجون الاعتقال والعشوائيات البائسة، وأحياء الفقر والمرض وهوامش البطالة والعوز. فماذا فعلت لهن مؤتمرات المرأة؟، أم أن هؤلاء النساء «مش قد المقام»، على حسب تعبير ذلك النادل المصري النحيل؟.

لقد نجت المرأة في بلدان الخليج، ربما وبفضل ظروف الغنى، والسياسات الحكومية المتزنة من الكثير من المشاكل والأوضاع الاقتصادية المتردية، لكنها لم تتخلص بعد من انعكاسات الترف وثقافة الاستهلاك، وظاهرة التخلي عن مسؤوليات التربية والاهتمام بشؤون الأسرة، أما المرأة العربية عامة، فإنها ترزح تحت أوضاع سيئة جداً، ويخطئ من يظن أن أوضاعهن بسيطة أو سهلة الحل والتفكيك، أو ليس لها تأثيرات خطيرة في المجتمع، لذلك إن أردنا أن نحل هذه الأزمات، فلا بد أن نبدأ من القاع، وألا نستثني أحداً، فالمجتمع كتلة واحدة، لا يمكن تجزئته أو التعامل معه بشكل انتقائي، أو على حسب المقامات!

اقرأ رواية (عشر نساء) للتشيلية مارثيلا سيرانو، التي تسرد حكايات عشر نساء مختلفات، كل واحدة منهن تعيش أزمتها ومعاناتها التي تمثل معاناة ملايين النساء على شاكلتها، مارثيلا تتحدث في الحقيقة عن معاناة كل النساء في كل العالم، إنها تصرخ بوضوح بأنه ما لم نضع حداً لأزمات النساء، سيبقى العالم مأزوماً في علاقاته وتنميته وتقدمه للأمام، إن الاعتراف بشجاعة وحل المشاكل من جذورها، هو فقط ما سيضع حداً لمآسينا الراهنة!