أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

تغيير الواقع أم تجاهله؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2017


كنت قد كتبت في وقت سابق عن آخر أعمال الروائي التشيكي ميلان كونديرا، وذكرت يومها أن روايته التي تحمل عنوان «حفلة التفاهة» ليس من السهل إكمالها أو تبيّن مغزاها بشكل سريع ، كما أن الترجمة لا تساعدك في شقّ طريقك نحو النهاية، خاصة وأن أعمال كونديرا ذات بعد فلسفي عميق، وتحتاج إلى قراءة متأنية وصبر، والرواية المقصودة تدور حول مفهوم «التفاهة» في مقابل القيمة !

أعلم أن الفكرة ليست بتلك السهولة، إذاً لنحاول مرة أخرى شرح الفكرة: كونديرا يحاول إيصال فكرة أن التفاهة المحيطة بنا والتي تصبغ معظم المشهد الحياتي في العالم، تفاهة وعبثية القتل والحروب والصراعات، وحوادث السيارات !

إن التفاهة التي يمكن رصدها من وجهة نظرك في الحفلات وفي حياة النجوم، وفي المناطق الأخرى من الحياة حيث لا أمراض ولا حروب ولا حرمان ولا سيدات يعانين الأمرين ليحصلن على قوتهن ولقمة صغيرة للصغار، هذه التفاهة، ليست كذلك إلا من وجهة نظرك، هذه الرؤية التي لن تغير الواقع أبداً مهما حاولت أن تخدشه أو تنتقده أو تتحدث عنه، لماذا ؟ لأنه الوجه الآخر للحياة والمعادل الأزلي لكل ما يحيط بنا، ولقد حاولت كما حاول غيرك أن ترفض وتنتقد وتصرخ وتملأ الفضاء بالكلام الغاضب، فماذا كانت النتيجة ؟ كونديرا يقول: لا نتيجة، كل شيء سيبقى وسيستمر كما هو!

ما الذي يمكن أن يوقف تفاهة الموت المجاني في حفلة التفاهة الكبرى المسماة بالحروب ؟ ما الذي يجعل الأمراض تصبح أكثر شراسة وتتحول إلى مجرد تجارة وأسهم لشركات الأدوية في البورصات العالمية ؟ ما الذي حوّل المآسي والقتل إلى تجارة يعتاش منها أمراء وملوك الحروب ؟ ما الذي يعزز كل هذا الخراب سوى التفاهة؟!

في مقطع من روايته «حفلة التفاهة» يذكر ما نصه (أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد"، فكم مرة سمعت مثل كونديرا يقول لك هذا الكلام؟ مرات ومرات حتماً، مع ذلك فلا بأس من المحاولة، فنحن من الذين لا زلنا نصدق الأمل، ونؤمن بأن الحياة لم تخلق عبثاً، وأن على وجه الأرض ما يستحق الحياة دائماً لكن بالأمل، فهل يدخل الأمل ضمن معادلات التفاهة بشكل أو بآخر!