أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

معركة حلب لا تنهي الصراع السوري

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 02-05-2016


أكثر من مرّة تعرّضت حلب خلال خمسة آلاف عام من وجودها للتدمير، غُزيت وارتُكبت مذابح عديدة ضد أهلها على أيدي حضارات قديمة متوالية، من الحيثيين في القرن الـ16 قبل الميلاد إلى المغول في القرن الـ11 الميلادي وصولاً للمغول الجدد (عصابات النظام السوري الحالي وميليشيات إيران) مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، الحالي، من تاريخ البشرية، تفاعلت مع كل الغزاة، قاتلت مَن أساؤوا معاملتها وتعايشت مع مَن جاؤوا بتراث حضاري، تأثرت بهم وأثّرت فيهم، وقد زالوا جميعاً وبقيت مدينة قادرة على الانبعاث والتفوّق. ورغم تنوّع تجاربها، وتعدّد الديانات والأقوام التي تعاقبت على ترك آثار فيها، بدت حلب كأنها عرفت مع الفتح الإسلامي أولى حقب استقرارها وتبلور هويتها، حتى أنها استطاعت صدّ الصليبيين ومنعهم من احتلالها، لكن «الصليبيين» الجدد يسعون الآن إلى غزوها وإسقاطها، لإخماد ثورة الشعب السوري ضد نظام استمر استبداده لأربع عقود ونيّف.
منذ بداية هذه الثورة كانت حلب قبلة أنظار النظام والثوار على السواء، فحيثما تميل ترجّح الكفّة؛ لأنها كبرى المدن السورية، وبعدها تأتي حمص. راهن النظام على جملة عناصر، منها ارتباطه مع الأقليات العرقية والدينية في المدينة، وبالأخص على كونها مركز ثقل الاقتصاد وعدم انزلاق أرباب العمل إلى التعاطف مع الثورة؛ لذلك تأخرت نحو العام قبل أن تحسم أمرها، وما أن فعلت منتصف 2012 حتى صار النظام يتحسّس خطراً حقيقياً على وجوده، وكانت الثورة قد تعسكرت، ومع وجود «الجيش الحرّ» أمكن طرد قوات النظام من معظم المدينة والاستعداد للزحف نحو دمشق، وكانت تلك المرّة الأولى التي صار فيها «إسقاط النظام» هدفاً ممكناً، لكنها المرّة الأولى أيضاً التي يختبر فيها الشعب السوري حجب الدعم والذخائر عن «الجيش الحرّ»، فضلاً عن اختباره انعدام الإرادة الدولية، وتحديداً الأميركية، للتخلّص من نظام يمارس الإجرام العاري ضد شعبه، رغم أنه كان قد مضى أكثر من عام آنذاك على أول تصريح لباراك أوباما يدعو فيه بشار الأسد إلى التنحّي.
فشل نظام الأسد في استعادة حلب فاستقدم الإيرانيين، الذين استقدموا ميليشيات شتّى من لبنان «حزب الله» ومن العراق «أبوالفضل العباس» و»عصائب الحق» وغيرهما بالإضافة إلى أفغان وباكستانيين، وحاولوا محاصرة المدينة تمهيداً للانقضاض عليها، ولما فشلوا أيضاً استقدم الروس أخيراً ليحسم طيرانهم المعركة، لكنه لم يُبلِ سوى في قصف المدنيين، واقتصرت «إنجازاته» على قصف المستشفيات والمساجد والمدارس. فالمراد هو إنهاك حلب وإضعافها لتسقط بيسرٍ في أيديهم، ليسهل عندئذ تحقيق الربط مع قوات الأكراد وبالتالي قطع أي دعم ممكن للثوار بإغلاق كل المنافذ مع تركيا، من دون أن يعني ذلك نهاية الصراع في سوريا، بل بداية مرحلة جديدة فيه.
لا حديث الآن إلا عن معركة حلب، لم يسبق للإيرانيين أن زجّوا بقوات خاصة من «الحرس الثوري» خارج الحدود كما يفعلون حالياً، أما الروس الذين أكّدوا للأميركيين عدم المشاركة في هذه المعركة فإنهم منخرطون فيها ويمدّونها بالآليات والتسهيلات اللوجستية، ولا يعني اجتماع هذه القوى والصمت الدولي والـ»فيتو» الأميركي على تسليح المعارضة سوى التخلّي عن شعب سوريا وقضيّته؛ لذا فلا تعويل إلا على حلب نفسها بكل ما عنته سابقاً وما تعنيه اليوم.