أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

العنف عبر الأخلاق

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 02-05-2016


الأخلاق فُطر عليها البشر، وهي سابقة على الدين، فلم يكن الناس ليعرفوا أن الدين الذين بُعث به الأنبياء قد أوصل رسالة جيدة، لو لم يكن لديهم مستوى أخلاقي يمكنهم من الحكم، وقد أتت الرسالة الدينية لتعلن تتميمها وتكميلها للأخلاق والوعظ والتذكير بها. الوجود السابق للأخلاق، ومسألة التكميل والتتميم لها تدل على تمرحل الأخلاق، وأنها لم تولد ككتلة واحدة، ولم تكن نفسها تماما في كل زمان ومكان، والشرائع السماوية نفسها كان فيها اختلاف وتباين، لأنها أتت عبر سياقات اجتماعية وتاريخية مختلفة.
والجدل الفلسفي حول الأخلاق كان من أهم ما ناقشه الفلاسفة والعلماء كالغزالي وسبينوزا والفارابي وأوغسطين وديكارت وغيرهم. ومن أهم القضايا المرتبطة بموضوع الأخلاق، كانت المسألة الأولى مصدرها: هل هو العقل أم العرف أم الدين أم اللذة أم المصلحة؟ والمسألة الثانية هي نسبيتها وتنوعها واختلافها بحسب الزمان والمكان.
هنالك مستوى من الأخلاق أساسي وواضح وبديهي تتعارف عليه الناس وتسلم به، ومن الضروري معرفته وتبينه عقلا وبداهة، لأنه ليس من العدل أن يتعرض الإنسان فيه للمسؤولية لو لم يكن يدركه. وهناك مستوى آخر أعقد، وقد تتباين فيه الرؤى، لاختلاف طبيعة المعرفة، واختلاف ظروف الناس وتجاربهم. أي بحسب تعبير تراثي في حال إطلاق الحكم القيمي، هناك معرفة تعود إلى ما هو ضرورة، وأخرى تعود إلى ما هو مكتسب، وهذا النوع الأخير تحصل معه المعذرة حال الاختلاف، ففي داخل المجتمع الواحد هناك قضايا كثيرة يختلف حولها الناس، ولا يفترض بهذا الاختلاف أن يدفع إلى الإقصاء عبر ممارسة العنف الرمزي، وسرد الاتهامات الدينية والاجتماعية.
الأخلاق ليست حكرا على منبر واحد؛ إن ضيقت مصدر الأخلاق، واحتكرت ضبطها، فأنت هنا الخارج عنها لا غيرك. يعود جمود الأخلاق، وحبسها في إطار ضيق، إلى إغلاق باب التفكير والتفلسف حولها. الجمود الأخلاقي مسألة خطرة، لأنها تعاظمت حتى وجدنا أنفسنا أمام مؤسسة حكومية، تمارس دور الضبط الأخلاقي، وتجرم الاختلاف فيه على نطاق واسع، تُجاوز به الأمر الصريح من الدين أو القانون، بل وأصبح الاختلاف حول دور المؤسسة المفترض، وهو اختلاف طبيعي للإنسان حرية الرأي فيه، بابا يتم من خلاله اتهام وتحقير فئات واسعة من المجتمع.
هذا أمر تسرب من العقلية الفقهية القديمة، وقياسها التقليدي، فكل الأمور لديها تنقسم حسب منظار الحلال والحرام، ومن مارس الاختلاف معها، ترى أنه يفعل ذلك لشهوته؛ لأن هذه النظرة لم تكن تريد أن تُعطي للآخر المختلف وجاهة منطق، أو محاجّة عقلية تستمع إليها أصلاً. كان المعري أول من مثّل صدمة لمنطق الفقهاء هذا، فهو سليط اللسان على أخطائهم وممارساتهم، ومع ذلك كان زاهدا، وغير شهواني، يأكل فقط من بسيط ما تنبت الأرض، فاحتار الفقهاء معه، ونحن ورثنا حيرته، معهم.