أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

الفلّوجة: الدعاية تقتل!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 30-03-2016


للتذكير، نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، وهو قرن، يُقال، إن البشرية بلغت فيه أوج تقدّمها، وإن إرادة دولية معنيّة بالسلام على الأرض طوت صفحة حروب الإبادة وجعلتها من التاريخ. ويُقال أيضاً إن منظمات حقوق الإنسان، الحكومي منها والمدني، تناسلت حتى لم يعد الناس يعرفون أسماءها ومواقعها. في هذا القرن تُحاصر شعوب بأكملها حتى تأكل العشب وورق الشجر والقطط والحمير، وتظهر صور الجوعى المنهكين على شاشات التلفزيون ليراها معظم من في الكوكب وهم يحتسون القهوة في مكاتبهم، أو يرشفون الشاي في منازلهم. القاسم المشترك بين هؤلاء الضحايا أنهم مسلمون سنيّون: مخيمات الفلسطينيين في لبنان، البوسنة والهرسك، غزة، مضايا، والآن الفلوجة في محافظة الأنبار بالعراق.
الفلوجة هي المدينة العربية السنية الموجودة الآن على قائمة التجويع الفارسية الرومية. والقادم أسوأ، ولا يبدو أن قوة على الأرض قادرة على إنقاذ الضحايا راهناً ومستقبلاً. وقد اعتمد الحلف الإيراني الأميركي غير المقدس لتبرير هذه الفظاعات على جماعات اصطنعها، أو اخترقها وسمح لها بتحقيق مكاسب وامتيازات، لتقوم بأعمال عنف موغلة في الوحشية واللامعقول، ثم أعلن الحرب عليها بوصفها مصدراً للشرّ والإرهاب.
 تموت الفلوجة جوعاً لأن تنظيم «داعش» يأخذها رهينة في يده، والنظام الشيعي في العراق مدعوماً بطهران وواشنطن يُحكِم إغلاقها فلا يدخل إليها مثقال ذرة من غذاء أو دواء. أكثر من 100,000 مواطن في الفلوجة يتعرضون منذ كانون الثاني (يناير) 2014 إلى حصار خانق (تضربه الحكومة وميليشيات «الحشد» الشيعية التابعة لها والمموّلة إيرانياً)، وإلى قصف وحشي مستمر بالصواريخ والبراميل، وقد استشهد من أهلها خلال هذين العامين 10,000 مواطن على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، بحسب إحصاءات مستشفى الفلوجة التعليمي.
ومن لم يمت بالبراميل، مات بالجوع. لا بد أن يكون الوضع الآن أسوأ من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي عندما أخذ سكّان الفلوجة يتناولون الشعير ونبات «الدخن» المخصص لطيور الزينة، ونباتات عشبية مثل «السلق» و»الخباز» فيما انعدمت أي خضراوات أو فواكه أو مواد غذائية. منع النظام الحاكم حتى حليب الرّضّع، وعجزت الأمهات عن الإرضاع بسبب هزالهن، ما أدّى إلى وفاة عدد من الأطفال.
وتنتشر أوبئة وأمراض بين المواطنين، بسبب رفض قوات النظام دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. لقاء مكي، النائبة في البرلمان العراقي، أبلغت صحيفة «العربي الجديد» أن نحو 10,000 عائلة في الفلوجة لا يستطيعون الخروج من المدينة بسبب رفض «داعش» خروجهم، وعدم توفير الحكومة العراقية ممرات آمنة لهم (25 كانون الثاني/يناير 2016). الصحيفة نفسها أشارت في 2 شباط (فبراير) 2016 إلى بيان لوزارة الداخلية في العراق زعمت فيه فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين «وسط تكذيب سياسي وشعبي للبيان». موقع «مِدِل إيست آي» نقل عن مسؤولين محليين قولهم إن نظام العبادي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن رفضا مراراً طلبات محافظ الأنبار وشيوخ القبائل المحلية إسقاط مساعدات إنسانية من الجو على السكّان (25 شباط/فبراير 2016).
لكن موقع العربية نت نشر يوم أمس الثلاثاء هذا العنوان: «الفلوجة تستغيث: احسموا المعركة ضد داعش». وفي القصة روى الموقع ما يلي: «...ارتفعت من قلب (الفلوجة) الأصوات مطالبة حكومة العبادي باستعادتها من المتطرفين مع نفاد الطعام والدواء...»، مضيفاً أن «العمليات المشتركة» (الجيش والشرطة والحشد الشعبي) ردّت على المناشدات ببيان أعلنت فيه «فتح 3 مرات آمنة، لكنها اعترفت بصعوبة الوصول إلى تلك الممرات بسبب انتشار عناصر التنظيم»!
الحرب على سنّة الفلوجة، ليست عسكرية فحسب، ويجب لكي تحظى بفرصة للنجاح ألا تكون عسكرية فقط، وهذا ما تقوم به قناة العربية وغيرها من وسائط الدعاية التي تتمّم بتضليلها وتجهيلها الفظاعات التي تُرتكب بحق الأبرياء، وتضفي عليها الشرعية.