أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

ازدواجية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-03-2016


في السلوك المتناقض نقول سلوكيات، وفي التطبيق الأخلاقي المتناقض نقول ازدواجية معايير، وفي اتخاذ جنسيتين أو أكثر للشخص نتحدث عن ازدواجية الجنسية أو الانتماء، وهناك ازدواجية اللغة وازدواجية الشخصية والفكر و... غيرها من حالات الازدواج، التي قد يكون بعضها نتاجاً طبيعياً لظروف ثقافية وسياسية مثلاً، كازدواجية الجنسية في حالات الكوارث والنكبات، وازدواجية اللغة كما في البلدان التي خضعت لاحتلالات طويلة حاول المحتل خلالها اجتثاث ثقافة ولغة الشعوب التي سيطر عليها لصالح لغته وثقافته.

في عالمنا نعاني بشكل أو بآخر؛ فكثيرون ممن حولنا ينتمون لعالم اليوم، تراهم يتسابقون لاقتناء وركوب أحدث وأفخم موديلات السيارات، الساعات، الثياب، يركبون الطائرات ويسكنون أرقى الفنادق الأوروبية، يجلسون في أكثر المقاهي والمراكز التجارية بذخاً وانتماء للفكرة الرأسمالية في أوضح تجلياتها الاقتصادية، لا يقرأون ولا تحوي أدمغتهم إلا ما حفظوه أيام المدرسة؛ لكنهم إذا ما رأوك تدخل مقهى أو مطعماً في أحد فنادق الدولة لتتناول الغداء مع أهلك صرخوا فيك: (هذا مكان فيه منكر!).

وإذا قرأت كتاباً نظروا إليه بازدراء، فهذا كتاب يجب حرقه لما يحويه من الفواحش، مع أنهم لم يقرأوه أصلاً، وإذا استمعت إلى أغنية جميلة، شمروا أكمامهم وبدأوا يسلقون السامع بألسنة حداد؛ فهو لا يصح أو مما اختلف فيه الفقهاء، وهم في حقيقة الأمر أكثر بعداً عما اتفق عليه الفقهاء. هكذا حالهم؛ يوزعون تهم الكفر والفجور والفواحش والانحراف وكأنهم يوزعون صدقات مجانية.

صحيح أن ازدواجية المعايير قضية خطيرة؛ لأن الكيل بمكيالين نوع من التحيز، وهي ممارسة ظالمة تنتهك مبدأ العدالة الذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، لكن من قال إن ازدواجية الشخصية التي يعاني منها كثيرون لا تضعنا في الحالة نفسها، وإنها تربكنا اجتماعياً وتخلخل نظرتنا للعالم وعلاقاتنا ببعضنا؟ وتأملوا حين تبتلى المؤسسات بمديرين ومسؤولين يعانون من الازدواجية ويطبقون أحكاماً على الناس والموظفين هم أبعد ما يكونون عن تطبيقها أو الالتزام بها لمجرد قناعاتهم الشخصية!

هناك تربية يتلقاها البعض، سواء في المنزل أو عن طريق الأفكار التي تتسرب إليهم من جهات مختلفة تسهم في وجود هذا الخلل القيمي لديهم. وهنا نسأل عن دور مناهج التربية في إصلاح هذا الخلل وتقويمه؛ ففي زمن مضى كنا ندرس الموسيقى في المدرسة والفلسفة والمنطق واللغة الفرنسية، وهي علوم لها دور كبير في البناء الثقافي والذهني رغم محدودية الحصص المخصصة لها، حين منعت لأسباب سطوة التيار الديني نهضت الأفكار التي ترى في كل شيء كفراً وفجوراً وغير ذلك، الأمر بحاجة لمناقشة جادة فعلاً.