أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«أبوالغيرة..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-01-2016


كان يتعامل مع سجائره بطريقة غريبة، ممارسته أشبه بالانتقام، لا أعلم هل كان ينتقم من السجائر أم من صحته؟ لا تكاد السيجارة تنتهي إلا وأشعل واحدة جديدة بعقبها، ولهذا فقد كان لا يحتاج إلى «ولاعة»، قاطرة بخارية قديمة تعمل على مدار اليوم من لحظة الاستيقاظ إلى لحظة العودة إلى السرير، كنت أحبه بصدق، ولذلك لن يحتمل قلبي الصغير تلك اللحظة التي سيموت فيها، كما تقول العبارة التي تعلو صورة لرئة مسلوخة قبيحة المنظر، أنتظر لحظة صمته لكي أقول له: علاوي.. أنت تدخن بشراهة!

لم يكن يجيب عن هذه الآراء أو التعليقات.. يكتفي بنظرة بعيدة إلى المجهول، ثم يصدح بصوته المشروخ من أثر التدخين بموال قصير عن «ألم» ما، أو «مصيبة» ما، أو «حبيب مهاجر» ما، كل حباله الصوتية تنشج بالألم، سواء كان ذلك في أغنية، أو في هدهدة أطفال، أو حتى في نغمة تلاوة مقدسة.

«حياة الضيم» هو المصطلح الأقرب إلى قلبه للتعبير عن سيرته الذاتية، يقول «علاوي» إنه وبني جيله ولدوا مع بداية حرب بلادهم ضد إيران في بداية الثمانينات، وهكذا كانت طفولتهم المبكرة حرب السنوات الثماني، ثم كانت مراهقتهم مع حرب الخليج الأولى تخللتها بعض المؤثرات الصوتية من حرب لحكومتهم المركزية مع الجنوب تارة ومع الشمال تارة أخرى، وعدد من الغارات التأديبية وقرصات الأذن، وحصار خانق ومقرف، وحين اشتد العود وكبر الشباب جاءت الجائزة الكبرى بغزو بلادهم، وحين وصلوا إلى مرحلة الاستقرار والزواج، كان الاستقرار أو الزواج هو آخر ما يحلم به العراق، فقد سقط في مستنقع من الكره والطلاق بين جميع مكوناته، وهكذا كانت حياة «علاوي» حياة الضيم، إلا أنه لايزال يكرر المواويل والأغاني الحزينة ذاتها عن حب الوطن.

أغافله وأنا أخبّئ «باكيت الجقاير» كما يسميه من أمامه، وأسأله عن سبب عدم عودته مادام يحب الوطن لهذه الدرجة؟ يخبرني بأن الميليشيات ستقتله بسبب لون عينيه، أنصحه بأن يربي لحية فيقول لي إذن سيقتله الشماليون، أو أن يقص اللحية فيخبرني بأن «داعش» سيقتله، أو أن يظهر شهاداته وخبراته فيقول لي الحكومة ستقتله. إذن مثّل أنك جاهل، العشائر ستقتلني، ادعي الفقر، تجار الأعضاء البشرية سيغتالونني، ادعي الغنى، العصابات المتخصصة بطلب فدية ستقتلني، ادعي التدين، سيقتلني الغزاة، ادعي عدم التدين، سيقتلني المتشددون.

فكرت بصدق بأن أهديه رصاصة بين عينيه تريحه من حياته.

أعيد له «باكيت الجقاير».. وأنا أتمنى له قتلاً رحيماً.