أحدث الأخبار
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد

التفكير الاجتهادي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 03-07-2015


كتب شيخ الأزهر الأسبق الإمام محمد مصطفى المراغي، رحمه الله، كتاباً مهماً في مجال تجديد الخطاب الديني، حاول فيه رسم صورة واضحة للتفكير المؤدي إلى تجديد هذا الخطاب، كتوجه استراتيجي للنهوض بالأمة الإسلامية من حالة الجمود والتمزق الذي تعيشه. وجاء الكتاب تحت عنوان «الاجتهاد»، وقد صدر عن هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، وحاول من خلاله المراغي تحفيز الهمم للبحث والتنقيب والإحاطة في الاستنباط والأحكام، ودافع عن دور العقل المسلم وحقه في الاجتهاد، ليس فقط في أمور الدين، بل في فروع العلم المختلفة لكي يستخرج الأحكام والنصوص التي تتناسب مع روح العصر ومتغيراته، وأن لا يتوقف هذا الفعل عند ظواهر النصوص دون مراعاة للزمان والمكان وتغير الأحوال.

وأكد الشيخ المراغي أن إغلاق باب الاجتهاد كان خطأً كبيراً أصاب الأمة، وهو إغلاق تأباه قواعد الأصول؛ فالاجتهاد ليس ممكناً عقلاً فحسب، بل هو ممكن عادةً كذلك، وطرقه في الأزمنة الحاضرة أيسر منها في الأزمنة الماضية. فقد توافرت مواد البحث في كل فروع العلوم على نحو لم يكن متاحاً في العصور الأولى.

وقد تجاوز الإمام المراغي في كتابه مسألة الحث على الاجتهاد إلى مسألة ضرورة التعايش بين الأديان والمذاهب، حيث أدرك بحسه الإيماني أن التنافر بين الأديان والمذاهب هو بلاء يؤدي إلى الصراع والفرقة والفتنة، وأعطى صورة واضحة لذلك عندما قال: «مما يثير العجب ويضاعف الإثم أن أهل الأديان يحشدون جنودهم ويعدون عدتهم لمقاتلة بعضهم بعضاً مقاتلة أسرفوا فيها وجعلتهم ضعفاء أمام عدوهم المشترك، وسلكوا طرقاً في التناحر مخالِفَةً لأبسط قواعد المنطق، مما جعلهم سخريةً أمام العلماء والفلاسفة وجعل كل جهودهم عقيمة النتائج».

لذلك أعتقد أنه من الضروري اليوم، وفي ظل الحديث عن تجديد الخطاب الديني، التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي خطر خروج البعض بالدين عن مساره الصحيح الذي يتوجب علينا كمسلمين اتباعه، منعاً للتطرف الذي يؤدي إلى شيوع الإرهاب بصوره المروعة، خاصة بعد أن حدث خلط في منظومة القيم، وأصيب البعض بحالة من الخواء الروحي والسير نحو عبادة المادة، مما ولّد حالة من الغيرة والحقد والخوف والتعصب الأعمى والشك إلى درجة الإلحاد.

وفي العديد من نماذج الخطاب الديني المنتشرة حالياً، يتداخل الغلو والتشدد والتطرف وتكفير الآخر وممارسة الإرهاب من تفجير وقتل واغتيال وقطع للرؤوس.. بينما تتراجع المنطلقات الحضارية لتجديد العقل وبناء الروح والفكر.

المشكلة إذن ليست في تجديد الخطاب فقط بل في الجماعات التي أصبحت تستخدم الدين غطاءً لأهدافها ومصالحها الخاصة، وتحديداً التنظيمات السرية والجماعات ذات الطابع الأيديولوجي التي تتحرك بدعم خارجي يدفعها لتنفيذ أجندات أجنبية تستهدف تخريب الأوطان والزج بشبابها في المهالك والدمار، أو كما قال والد «فهد القباع» الذي فجّر مسجد الإمام الصادق بالكويت، إنها يد الشر التي تريد خطف أبنائنا للزج بهم في مواطن الفتن والقتال.

هكذا تم ويتم العبث بمقومات الخطاب الديني، وهكذا بلغ التلاعب بالثوابت والمقدسات مبلغاً أتاح للمتطرفين تحقيق أهداف أعداء الأمة.