أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

أوباما.. 4 ساعات في الرياض

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 28-01-2015

رسالتان دبلوماسيتان بالغتا الأهمية ولا تخطئهما الأعين، أرسلت خلال زيارة الأربع ساعات للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية أمس، الأولى رسالة أميركية، عندما تعمد الرئيس أوباما أن يرافقه وفد ضخم رفيع المستوى من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي، وضم وزير الخارجية الحالي ووزيري خارجية سابقين وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن. أما الرسالة الدبلوماسية المقابلة، فقد وجهتها الرياض باستقبال عالي المستوى تقدّمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين. كلا الطرفين قالها بصريح العبارة: التحالف الاستراتيجي لا بد له أن يستمر ويقوى مهما بلغ حجم التباين والاختلاف.

السعوديون يعلمون أهمية الدور الأميركي ويعلمون أنه لا غنى لهم عن هذا الدور إطلاقا، وواشنطن تعلم أيضا أنها لن تجد أفضل من الرياض حليفا استراتيجيا، جرّبته سبعين عاما، وكان محور استقرار سياسي اقتصادي وأمني.. حليفا عقلانيا لم يدخلها في أتون حروب، أو يورّطها في مؤامرات سياسية، أو يحرجها في سياسات غير مرغوبة، وحتى عندما أتى الاختلاف بين الحليفين، كان من حسن الحظ أن التباين حدث لملفات ليس لها صلة بالعلاقة المباشرة بينهما، بل بملفات أخرى إقليمية، مثل التدخلات الإيرانية في المنطقة ومشروعها النووي، الأزمة السورية، الحرب ضد الإرهاب، ومحاولة واشنطن استمالة جماعات الإسلام السياسي، كما جرى في مصر أو البحرين.
نقاط الالتقاء في العلاقات السعودية الأميركية أكثر بكثير من نقاط الاختلاف. ما يسجل على الحليف الأميركي أنه يبني سياساته دون النظر للثوابت في السياسة السعودية، ودون تفهم الدوافع التي تقوم عليها والتي لا يمكن لها التنازل عنها، أضف إلى ذلك تأخر واشنطن في استيعاب المتغيرات التي يفهمها من هو أقرب لها، لا البعيد آلاف الأميال عن تطوراتها وظروفها، كما في توسع عمليات «داعش» وأخواتها من الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات والرياض تنادي وتحذر من أن الوضع في سوريا ينذر بتمدد هذه الجماعات المسلحة وتوسعها، وأن الحل بتقوية المعارضة السورية المعتدلة لا إضعافها، النتيجة أن واشنطن لم تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد حينها، فلما توسع الإرهاب ليسيطر على نصف سوريا والعراق، صحت واشنطن فجأة وتذكرت أنها يجب أن تحارب الإرهاب عبر تحالف دول، وتسليح المعارضة السورية وتدريبها، لو استمعت للنصائح السعودية آنذاك لما بلغ الحال ما هو عليه الآن.
حتى أسمى العلاقات وأفضلها تمر بأزمات وتوتر، وهو أمر طبيعي وغير مستغرب، المهم هنا كيف يتم تجاوز تلك الأزمات وعدم قطع شعرة معاوية، يمكن القول إن العلاقات بين البلدين مرت بأزمتين خطيرتين ونجحا في تجاوزهما ببراعة، وهما أزمة حظر النفط بين عامي 1973 و1974، وأزمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخرجا من الأزمتين بما ساهم في تمتين العلاقة بينهما على نحو أفضل مما كان سابقا. الحقيقة أنه مهما كان أحد الأطراف يختلف مع الطرف الآخر، إلا أنه يعلم ما من شريك أفضل منه.
خلال سبعين عاما هي عمر الحلف السعودي الأميركي، كانت العلاقات بين البلدين تتطور ببطء لكن للأفضل، تواجه المصاعب وتتغلب عليها. واشنطن تعي جيدا أهمية الرياض إقليميا، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها، وتعي أيضا مبدأ مهما ترتكز عليه هذه العلاقات ولا يمكن الإخلال به: أن تكون حليفا لا يعني أن تكون تابعا.