أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

أوباما.. 4 ساعات في الرياض

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 28-01-2015

رسالتان دبلوماسيتان بالغتا الأهمية ولا تخطئهما الأعين، أرسلت خلال زيارة الأربع ساعات للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية أمس، الأولى رسالة أميركية، عندما تعمد الرئيس أوباما أن يرافقه وفد ضخم رفيع المستوى من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي، وضم وزير الخارجية الحالي ووزيري خارجية سابقين وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن. أما الرسالة الدبلوماسية المقابلة، فقد وجهتها الرياض باستقبال عالي المستوى تقدّمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بالإضافة إلى عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين. كلا الطرفين قالها بصريح العبارة: التحالف الاستراتيجي لا بد له أن يستمر ويقوى مهما بلغ حجم التباين والاختلاف.

السعوديون يعلمون أهمية الدور الأميركي ويعلمون أنه لا غنى لهم عن هذا الدور إطلاقا، وواشنطن تعلم أيضا أنها لن تجد أفضل من الرياض حليفا استراتيجيا، جرّبته سبعين عاما، وكان محور استقرار سياسي اقتصادي وأمني.. حليفا عقلانيا لم يدخلها في أتون حروب، أو يورّطها في مؤامرات سياسية، أو يحرجها في سياسات غير مرغوبة، وحتى عندما أتى الاختلاف بين الحليفين، كان من حسن الحظ أن التباين حدث لملفات ليس لها صلة بالعلاقة المباشرة بينهما، بل بملفات أخرى إقليمية، مثل التدخلات الإيرانية في المنطقة ومشروعها النووي، الأزمة السورية، الحرب ضد الإرهاب، ومحاولة واشنطن استمالة جماعات الإسلام السياسي، كما جرى في مصر أو البحرين.
نقاط الالتقاء في العلاقات السعودية الأميركية أكثر بكثير من نقاط الاختلاف. ما يسجل على الحليف الأميركي أنه يبني سياساته دون النظر للثوابت في السياسة السعودية، ودون تفهم الدوافع التي تقوم عليها والتي لا يمكن لها التنازل عنها، أضف إلى ذلك تأخر واشنطن في استيعاب المتغيرات التي يفهمها من هو أقرب لها، لا البعيد آلاف الأميال عن تطوراتها وظروفها، كما في توسع عمليات «داعش» وأخواتها من الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات والرياض تنادي وتحذر من أن الوضع في سوريا ينذر بتمدد هذه الجماعات المسلحة وتوسعها، وأن الحل بتقوية المعارضة السورية المعتدلة لا إضعافها، النتيجة أن واشنطن لم تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد حينها، فلما توسع الإرهاب ليسيطر على نصف سوريا والعراق، صحت واشنطن فجأة وتذكرت أنها يجب أن تحارب الإرهاب عبر تحالف دول، وتسليح المعارضة السورية وتدريبها، لو استمعت للنصائح السعودية آنذاك لما بلغ الحال ما هو عليه الآن.
حتى أسمى العلاقات وأفضلها تمر بأزمات وتوتر، وهو أمر طبيعي وغير مستغرب، المهم هنا كيف يتم تجاوز تلك الأزمات وعدم قطع شعرة معاوية، يمكن القول إن العلاقات بين البلدين مرت بأزمتين خطيرتين ونجحا في تجاوزهما ببراعة، وهما أزمة حظر النفط بين عامي 1973 و1974، وأزمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخرجا من الأزمتين بما ساهم في تمتين العلاقة بينهما على نحو أفضل مما كان سابقا. الحقيقة أنه مهما كان أحد الأطراف يختلف مع الطرف الآخر، إلا أنه يعلم ما من شريك أفضل منه.
خلال سبعين عاما هي عمر الحلف السعودي الأميركي، كانت العلاقات بين البلدين تتطور ببطء لكن للأفضل، تواجه المصاعب وتتغلب عليها. واشنطن تعي جيدا أهمية الرياض إقليميا، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها، وتعي أيضا مبدأ مهما ترتكز عليه هذه العلاقات ولا يمكن الإخلال به: أن تكون حليفا لا يعني أن تكون تابعا.