أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

حكم الحوثي وانفصال الجنوب

الكـاتب : جاسر الجاسر
تاريخ الخبر: 22-01-2015

حسناً فعل الحوثي، إذ رفع الستارة التي كانت تحجبه عن السلطة، فدخل الواجهة بعد أن كان يحرك أصابع هادي منصور للتوقيع على كل ما يريد، محافظاً على صورة ظاهرية للتقاليد الرسمية. منذ دخول الحوثي صنعاء لم يعد هادي رئيساً، بل مجرد ختم وتوقيع يخولان الحوثي كل ما يريد، ويوسعان نطاق سلطته ويمنحانه الشرعية، ومنذ 21 أيلول (سبتمبر) لم يصدر هادي أي قرار يخالف رغبة الحوثي، ثم سلّمه كل الأسلحة والسلطات من خلف حجاب. لا مبرر عملياً لاحتجاز الشخص المسمّى «رئيساً» زوراً وبهتاناً سوى إحداث توتر ينعش أسواق النفط سريعاً، نتيجة رفع حال القلق سواء على مستوى الإشعار أن السعودية في خطر أم بحكم التهديدات لمضيق باب المندب، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، فلم تحدث أية استجابة فورية لهذا الخطر المفترض، ولعل المبادرة الإيرانية المفاجئة في الدعوة إلى حوار صريح مع السعودية تتسق مع هذا الانقلاب وتسعى إلى استثمار هذه التحولات السريعة.

الحوثي ليس لاعباً ساذجاً، بل نجح في الأشهر الماضية في تعزيز قبضته على السلطة، وكشف براعة لافتة في طريقة إدارة الصراع والتماهي الفاعل مع المتغيرات، فارضاً نفسه حاكماً فعلياً لليمن، فلم يعترض أحد طريقه المتشعب شمالاً وجنوباً، كأنه يتحرك في فضاء مفتوح وبيئة حاضنة، إلا أن الفارق أنه لا يمكن له حكم اليمن مباشرة، حتى إن استحوذ على كل أسلحة الجيش اليمني. نجح علي عبدالله صالح وإيران في صناعة بعبع سيعيث في اليمن فساداً ويدخله دوامات شتى، وألغيا حضور مجلس التعاون الخليجي وقدرته على الحركة، فما يحدث على الأرض أقوى تأثيراً وأصدق فعلاً من كل المؤتمرات والبيانات والعمل عن بعد، فضلاً عن خطئه الفادح في قبول غزوة سبتمبر.

صحيح أن اليمن خاصرة السعودية، لكن ليبيا خاصرة مصر وتونس، وسورية خاصرة الأردن وتركيا، لذلك فإن انعكاسات الانقلاب الحوثي هي في تموجاته السياسية ضمن شبكة الحسابات المعقدة، وليس له أي تهديد مباشر على الأمن السعودي مهما تطورت الأوضاع، ففي كل بلد النتيجة غير المباشرة لهذا الانقلاب الظاهري هي فتح شهية الحراك الجنوبي للانفصال، فلم تعد ثمة قشة حكومية يمكن التمسك بها، وبما أن لغة الانقلاب هي السائدة في اليمن فلماذا لا يجرب الجنوب حظه، خصوصاً وأنه المطمع والمحور في كل هذا الصراع، وهو المغنم الذي يشكل 90 في المئة من صادرات اليمن، و70 في المئة من موازنته، ثم إن بقاء الحوثي مهيمناً هو المبرر الأفضل، ويبقى الحسم حينها عسكرياً إن خنع الشمال بأكمله وقبائله للسطوة واستكان للوضع.

هذا الانقلاب ينسف المخطط الذكي الذي اتبعه الحوثي وكسب به الكثير، إلا أنه بشارة تفاؤل للجنوبيين، الذين بدأوا التحرك من خلال التعبير عن وجود مستقل، وعبر قناة «عدن» التي أصبحت تتحدث عن إقليم عدن وقراراته وسياساته، قد يبقى الحوثي ممسكاً بخناق الشمال، لكن الجنوب سيكون فصلاً آخر مريراً.