أحدث الأخبار
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد

ما الذي يجمع بين الصين وروسيا؟

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 16-08-2014

قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كان المعتقد أن الأيديولوجيا الشيوعية هي التي كانت تجمع بين الطرفين، لكن واقع الحال كان يفصح دائماً بأن ما كان يفرق العملاقين الشيوعيين أكثر من ما كان يجمع بينهما أثناء فترة الحرب الباردة، خاصة بعد استتباب الأمور في الصين لصالح الحزب الشيوعي وماو تسي تونج وبقية «الرفاق»، ولكن ما الذي يجمع بين الطرفين الآن وفي هذه المرحلة بالتحديد؟ في مايو 2014 قام الطرفان بالاتفاق على صفقة مشتركة تقوم روسيا بموجبها بتزويد الصين بكميات ضخمة من الغاز تبلغ قيمتها في المجمل 400 مليار دولار أميركي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطرفان متفقان حول العديد من القضايا في المنطقة العربية وجوارها الجغرافي وآسيا وشرق أوروبا وأفريقيا، فما الذي يحدث؟

بالنظر إلى البواعث الروسية في سوريا مثلاً، يلاحظ بأنها متعددة، لكن الباعث الرئيسي هو عدم السماح بحدوث تغيير في النظام الحاكم حالياً بنظام آخر موالي للغرب، وينحسر ذلك على جميع نظم الدول المستقلة في الدول ذات السيادة في العالم النامي. هذا المبدأ يوحّد بين مواقف روسيا والصين في سياستهما الخارجية، وتنظر روسيا أيضاً إلى الصراع الدائر في سوريا عبر عدسة توضح بأنه صراع بالإنابة بين الدول العربية وإيران، تقوده دول مجلس التعاون الخليجي. وبالنسبة لموسكو، يتم النظر إلى دول مجلس التعاون وأصدقائها وحلفائها أصحاب المصالح في المنطقة، كأعداء جيوبوليتيكيين لروسيا لأنهم يدعمون الحركات الإسلامية في شمال القوقاز وفي روسيا ذاتها وفي آسيا الوسطى، ورغم أن ذلك أمر لا يمكن الجزم به بشكل قاطع إلا أن روسيا تنطلق منه بشكل مؤكد في تعاملها مع الأطراف الداخلة فيه. ويقابل ذلك أن إيران من المنظور الروسي هي الحليف الجيوبوليتيكي في هذه المسألة تحديداً.

الصين لديها نظرة مشابهة فيما يتعلق بدور الحركات الإسلامية في إقليم زينجيانج في غرب الصين، لكن اعتماد الصين المتزايد على النفط والغاز المستورد، بما في ذلك الآتي من كل من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران يجعلها تتبنى مواقف وسياسات أقل حدة تجاه قضايا المنطقة بما في ذلك الشأن السوري. ومن جانب آخر يوجد لدى كل من روسيا والصين قلق مشترك حول القدرات الصاروخية المتطورة للولايات المتحدة، وكلتيهما تعارضان استخدام سياسات العقوبات الاقتصادية الدولية كأداة سياسية تستخدم حالياً ضد إيران بشدة إلى ما قبل بدء مفاوضات «5 + 1» حول البرنامج النووي الإيراني، وتوغل "داعش" في أراضي العراق وإقامتها لدولتها الإسلامية. وفي الوقت الذي ترغب فيه روسيا والصين في حدوث نجاح غربي في أفغانستان فإنهما تعارضان فكرة إطالة فترة التواجد العسكري الغربي.

وبالتأكيد أن روسيا والصين لا تتفقان حول جميع القضايا، فهما تقفان أمام حائط مسدود منذ سنوات تجاه العديد من القضايا السياسية والاقتصادية العالقة بينهما، وهما تتنافسان حالياً بالقدر نفسه الذي تتعاونان به في القارة الآسيوية على الأقل، لكن يبقى أمراً لافتاً للنظر الاتفاق الأخير حول صفقة الغاز، وقيام فلاديمير بوتين بالتصريح مراراً بأن علاقات بلاده بالصين هي علاقات تعاون وثيق.

وربما أن روسيا تريد أن تضع نفسها بثبات كدولة «موازنة» بحيث يصبح دعمها لكل من الصين والولايات المتحدة أمراً يتنافس عليه الطرفان، تماماً مثلما فعلت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق تجاه الصين أثناء الحرب الباردة. ودون شك أن الروس قلقون بشأن أن يجدوا أنفسهم وهم غارقون في الديون لصالح جارهم الآسيوي الذي ينمو ويتطور اقتصادياً بشكل سريع، لكن بالنسبة لهذه المرحلة، يبدو أن روسيا تميل إلى صالح الصين في عدد من القضايا الجوهرية التي تهم السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة. وبغض النظر عمن يجلس في كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، فإن التطلع إلى دعم موسكو لواشنطن تجاه قضايا من قبيل أفغانستان وسوريا والعراق والبرنامج النووي الإيراني وقضايا أخرى مشابهة سيستمر في أن يكون مهماً ومؤثراً. لكن على ضوء ما يحدث حالياً من تطورات في أوكرانيا وسوريا والعراق سيجعل من أمر دعم فلاديمير بوتين لواشنطن يسير باتجاه التناقض السريع، والصين هي الرابح الأول من كل ذلك.