أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

في مواجهة الفوضى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-05-2019

في مواجهة الفوضى! - البيان

في الأزمنة العادية، حيث الأمن مستتب، وحياة الناس تسير بالطريقة المعتادة التي لا تشوبها شائبة، يميل الناس إلى إطلاق شعارات قوية وشديدة التأثير، شعارات أخلاقية أو قيمية في معظمها حول احترام الحقوق، وإشاعة الحريات، وضرورة التكيف مع الاختلافات، وضمان مساحة من المرونة لأصحابها، ليعبّروا عن رأيهم دون تجاوز منهم، ودون تشنج أو ردّات فعل غاضبة منّا، اتكاءً على شعارات كثيرة نرددها جميعنا بطمأنينة، تجعلنا نصدق أن الجميع مؤمن وواثق بإيمانه بما يقول!

وعند أول اختبار ينقلب السحر على الساحر، فيغضب الكل من الكل، ويتشنج الجميع في مواجهة أفكار من لا يتفقون معهم، وترى أولئك الذين لطالما نادوا باحترام حق الآخر في الاختلاف، وقد انقلبوا على قناعاتهم، وصاروا يطالبون بتعليق المشانق ونصب المحاكمات لمخالفيهم، وأحياناً لمجرد الشك والإشاعات، وتماشياً مع الجو العام الغاضب، وكأنه حين تغضب الجماهير على شخص أو فكرة أو جماعة، لا بد من تقديم تضحيات كبيرة بحجم ذلك الغضب لإسكاته وابتلاع همجيته.

لقد تكررت هذه المشاهد في السنوات الأخيرة أمام أعيننا جميعاً، تابعناها على الهواء مباشرة، وضاقت بها صفحات الجرائد اليومية، والأمر ليس بجديد، فقد حكى لنا التاريخ عن حدوث الأمر نفسه في الثورة الفرنسية، يومها كانت مجرد الوشاية المغرضة تقود صاحبها إلى حبل المشنقة، كما حق للمزاج الجماهيري العام أن ينقلب، ليس على الأشخاص فقط، وإنما حتى على القيم الكبرى والتوجهات النبيلة التي طالما تغنى بها ودافع عنها!

لقد أراد الفرنسيون الذين يقدسون الحريات اليوم، وفي النصف الأخير من القرن التاسع عشر، أن يحظروا رواية «مدام بوفاري» لفلوبير و«أزهار الشر» لبودلير! هل نتصور ذلك؟ يبدو لنا الأمر اليوم سخيفاً وغير معقول، لكن ذلك حدث بالفعل، فالمجتمعات والناس تنقلب على قناعاتها بسهولة في أوقات الاهتزازات العظيمة، وتنقلب حتى على أعظم مبادئها حين لا تكون محصنة بالحقوق والوعي بأهمية الحريات، الأمر الذي يستدعي منا مواصلة الدفاع عن الحدود الفاصلة بين الحقوق والحريات باستمرار حتى لا تدخل الفوضى على الخط، وتتحول إلى قيمة لها احترامها للأسف!