كشف مصدر يمني مطلع عن تفاصيل خاصة بخريطة توزيع المعسكرات والثكنات العسكرية للقوات السعودية، وعددها، في محافظة المهرة الواقعة شرق البلاد.
وقال المصدر لموقع عربي 21 مشترطا عدم كشف اسمه، إن هناك مساعيَ حثيثة من قبل السعوديين لتوسيع انتشارهم العسكري في المهرة، رغم حالة الرفض الشعبي لهذا التوجه.
وأضاف أن السعودية أنشأت حاليا 20 موقعا عسكريا في مناطق متفرقة بالمهرة، بينها ثلاثة معسكرات كبيرة، مؤكدا أن المحاولات من قبل المملكة تجرى على قدم وساق لتعزيز تواجدها العسكري أكثر في بعض المناطق الاستراتيجية، لكنها تصطدم بحائط الصد الشعبي الرافض لهذا الوجود الذي يعدونه "احتلالا".
ووفقا للمصدر اليمني، فإن القوات السعودية تقيم 5 مواقع وثكنة عسكرية في مديرية المسيلة التي تحظى بأهمية استراتيجية في المهرة.
وتكمن أهمية "المسيلة" الواقعة غرب المهرة، في كونها منطقة ساحلية وغنية بالنفط، وتقع على مقربة من حقول النفط والغاز في وادي محافظة حضرموت المجاورة لها، بالإضافة إلى خصوبة تربتها، ووفرة المياه فيها، ويقع فيها أكبر الأودية في المحافظة.
أما مديرية سيحوت الواقعة على بحر العرب، جنوب غرب المهرة، فتوجد بها 5 ثكنات عسكرية للقوات السعودية، فضلا عن معسكر كبير في قرية درفات التابعة لهذه البلدة الساحلية، حسبما ذكره المصدر.
وأشارت مصادر إلى أن السعودية أنشأت في مديرية حصوين الواقعة على البحر العربي، جنوب مدينة الغيضة (كبرى مدن محافظة المهرة) معسكرا كبيرا في قرية جدوة التابعة لها.
وفي مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، يؤكد المصدر أن المملكة حولتها إلى ثكنة عسكرية، حيث يوجد فيها 5 مواقع لقواتها، بالإضافة إلى معسكر كبير في منطقة "لوسيك"، فضلا عن مطار المدينة الذي بات قاعدة عسكرية، وتتم من خلالها إدارة كل الثكنات الأخرى في المهرة.
وتتواجد السعودية عسكريا في ميناء نشطون الواقع على بعد 35 كلم من الغيضة، وإلى الحدود مع سلطنة عمان، شرقا، أنشأت القوات السعودية معسكرين الأول في مديرية حات التي تعد أكبر المديريات في المهرة، وبالقرب من الحدود العمانية، شرقي المدينة، قرب اللواء 123 مشاه التابع للجيش اليمني.
أما الآخر، في مديرية شحن التي ترتبط بمنفذ بري مع عمان، فيوجد موقع عسكري قرب الحدود مع السلطنة.
وذكر المصدر اليمني أن هناك نية سعودية، لتعزيز تواجدها العسكري بشكل مكثف في هذه البلدة التي ترتبط بمنفذ بري عبر استحداث 12 موقعا جديدا بالاتفاق مع أحد شيوخ العشائر في المنطقة.
ويستدرك المصدر قائلا: "معارضة السكان للسياسات السعودية وهيمنتها العسكرية في مناطقهم، تعيق مساعيها، وسط مخاوف من تصاعد هذا الرفض إلى صدام عسكري مع العسكريين السعوديين في المهرة".
وتزداد المخاوف في هذه المحافظة من احتمال حدوث مواجهة بين القوات السعودية والسكان المحليين الرافضين لوجودها العسكري في مدينتهم، في ظل "اتهامهم المملكة بمحاولة جرهم إلى مربعات العنف والفوضى وخلق ذرائع لذلك.
ورغم ابتعاد الحرب عن محافظة المهرة التي توصف بأنها بوابة اليمن الشرقية، إلا أنها، كما يقول المصدر " تعاني من حصار متزايد وقيود مشددة، ضاعفت من معاناة السكان، حيث يعتبر الصيادون من أبرز الشرائح التي تضررت كثيرة بفعل إجراءات المنع من مغادرة الشواطئ للصيد".