| 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد |
| 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد |
| 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد |
| 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد |
| 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد |
| 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد |
| 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد |
| 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد |
| 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد |
| 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد |
| 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد |
| 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد |
| 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد |
| 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد |
| 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد |
| 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد |
في مقالة نشرتها «الاتحاد» في 18 يوليو 2009 ذكر محدثكم بأن الانسحاب الأميركي المتعجل من العراق سيشكل شأناً غير أخلاقي تقدم عليه الدولة العظمى التي غزت القطر المنكوب عنوة ودمرت جيشه وبنيته التحتية ونظامه السياسي والاجتماعي، مدعية أنها أقدمت على ذلك ضمن خطة ترغب من خلالها في إعادة بناء عراق ديمقراطي جديد. ولكن الذي حدث هو أن العراق تحول إلى الفوضى غير الخلاقة، ويشهد انقسامات طائفية حادة تهدد الآن بتقسيمه سياسياً إلى دويلات طوائف، وتفتته إلى شظايا لو حدثت فلن يمكن بعدها لملمة العراق من جديد، وسيذهب كيانه السياسي والاجتماعي الذي استغرق بناؤه مائة عام أدراج الرياح. وهذا الكيان يبنى منذ أن دخلته بريطانيا كدولة وصاية عام 1920، وأسست على إثر ذلك مملكة العراق سنة 1932 لكي تشكل نواة الدولة الوطنية العراقية بشكلها الحديث.
ومنذ دخول الولايات المتحدة العراق في أبريل 2003، وخروجها المتسرع منه بعد ذلك، والعراق يمر بحالة من الفوضى العارمة والحكم الطائفي القائم على الاستفراد الشيعي بالسلطة الحقيقية والثروة، وسفك الدماء المتصل من قبل جماعات مسلحة، نصفها إرهابية ما بين شيعة وسنة، وربعها الآخر عشائري يبحث عن الأمن والسلامة بطرق ملتوية يطغى عليها حمل السلاح ومحاربة السلطة المركزية التي يسيطر عليها الشيعة المدعومون من قبل إيران، وربعها الأخير من بقايا ضباط وجنود الجيش العراقي السابق الذي سرّحته الولايات المتحدة سريعاً معتقدة بأنه سيتبخر مباشرة بعد حله رسمياً. وهذا الجيش يقوده عزت الدوري أحد أركان النظام البعثي السابق الذي اختفى وبقي في سبات، وها هو الآن يظهر فجأة على إثر توغل الجماعات الارهابية التي تقودها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) القادمة من سوريا.
الإدارة الأميركية وعلى لسان الرئيس تعلن صراحة أنه ليس لديها حل لإبقاء العراق موحداً، ولذلك فإن تقسيمه إلى مناطق للأكراد والشيعة والسنة صار حقيقة بحكم الأمر الواقع الذي فرضته الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية المستجدة المحيطة بالعراق، وصار من الصعب جداً منع حدوث ذلك من قبل الأطراف المعنية كافة.
والمحزن هو أن خلق سلطة مركزية قوية تدير البلاد على أساس موحد من العاصمة بغداد صار أمراً شبه مستحيل، بسبب سيطرة الفكرة الطائفية والمذهبية على فكر وممارسات الأغلبية الشيعية التي تتولى هذه الأمور حتى كتابة هذه السطور، في الوقت نفسه الذي صارت فيه الحلول الانفصالية جاهزة بعد تفرد الأكراد في الشمال، واستعراض ميليشيات الشيعة لقوتها العسكرية والقتالية في بغداد ومدن الجنوب، وثورة العشائر السنية في الوسط والشمال.
وفي خضم كل ذلك يصبح الحدث عن التوافق بين مكونات الطيف الوطني العراقي والفاعلين الاقليميين والدوليين، والذي يشكل مفتاحاً ونقطة البداية لإيجاد حلول مرْضية تحفظ وحدة العراق وسلامة أراضيه، حديثاً ممجوجاً وربما سقيماً، فالأحداث تتطور سريعاً وبشكل درامي، وتضع العراق على مفترق طرق خطير، وتجعل من قدرة أي طرف على فرض الحلول المناسبة وتنفيذها أمراً غير ممكن، فما بالك بإيجاد توافق بين أطراف مصالحها وقلوبها شتى، وتحمل البغضاء لبعضها بعضاً بطريقة تثير الاستغراب، ولكن غير المستغرب هو ما آلَ إليه أمر وحدة العراق، لأن الذي يحدث كان متوقعاً منذ اللحظات الأولى للغزو الذي زرع بذرة الشر الأولى لتحطيم العراق.