استقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، الرئيس الصومالي الجديد، محمد عبد الله فرماجو.
وبدأ فرماجو زيارة للسعودية هي الأولى له للخارج، منذ انتخابه في الثامن من الشهر الجاري.
وكان في استقبال فرماجو لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، محمد بن نايف، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وفيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، والسفير الصومالي لدى السعودية، طاهر محمود جيلي.
وأُجريت للرئيس الصومالي مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم استعرض حرس الشرف، حسبما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبعد أن استقبله في قصر اليمامة بالرياض، أقام العاهل السعودي مأدبة غداء تكريماً لضيفه والوفد المرافق له.
وكان الرئيس الصومالي قد تلقّى اتصالاً هاتفياً من العاهل السعودي الملك سلمان، الأسبوع الماضي، يهنّئه فيه على انتخابه رئيساً للجمهورية.
والاثنين الماضي، أعربت المملكة عن إدانتها للهجوم الذي استهدف مطعماً في العاصمة الصومالية مقديشو، الأسبوع الماضي.
وبرز التناغم السعودي الصومالي في أكثر من منعطف؛ حيث أعلنت الصومال، العام الماضي، قطع علاقتها مع إيران عقب الاعتداء على السفارة السعودية في الرياض، كما أشادت بالخدمة التي تقدّمها السعودية لضيوف الرحمن إبان الأزمة التي افتعلتها إيران وأعلنت عن عدم أداء حجاجها للفريضة هذا العام.
وانضمّت الصومال إلى التحالف الإسلامي الذي تشكّل في ديسمبر 2015، والذي أكّد المتحدث باسمه، أحمد العسيري، أنه يحارب الإرهاب بشكل عام، ولا يحصره بـ "الدولة" فقط، وأن "التحالف لن يتدخل في أي دولة من الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي إلا بطلب منها"، ما قد يشكل تمهيداً لمحاربة القاعدة وتنظيم الدولة في الصومال في مرحلة لاحقة.
وتأتي زيارة الرئيس الصومالي في وقت تشهد فيه بلاده ظروفاً صعبة؛ بسبب الهجمات المتتالية والعنيفة التي تشنّها حركة الشباب، والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، ووضعت البلاد في ظروف بالغة الصعوبة.
وقبيل تسلّمه السلطة رسمياً، هددت حركة "الشباب" بشنّ حرب "ضروس" ضد الرئيس الصومالي الجديد، وإدارته، في حين طالب فرماجو الحركة بـ "الاستسلام"، وتعهّد بالقضاء عليها.
كما تأتي زيارة الرئيس الجديد بعد توتر في العلاقات "القوية" مع أبوظبي وذلك بعد أن لجأت الأخيرة لإقامة قاعدة عسكرية في جمهورية أرض الصومال التي أعلنت انفصالها عن الصومال من طرف واحد وبدون اعتراف دولي، وأعربت الحكومة المركزية في مقديشو عن إدانتها لأبوظبي واتهمتها بخرق القانون الدولي.
يشار أن الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود وحكومته عززت علاقاتها مع أبوظبي بصورة كبيرة للغاية، وفتحت الباب واسعا لنفوذ أبوظبي الأمني والعسكري في البلاد، وزار محمود أبوظبي مرات عديدة في السنة الواحدة، وكان وزراء صوماليون يقومون بزيارات رسمية لأبوظبي بالجملة والتي تستمر لبضعة أيام في كل مرة.
ولا يستعبد مراقبون أن يكون الرئيس الجديد توجه للرياض شاكيا القاعدة العسكرية الإماراتية في "أرض الصومال".