كشفت مصادر مقربة من الإصلاحيين الإيرانيين أن الجمهورية الإسلامية تدرس خياراتها للرد على سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضدها.
وتنص هذه الخيارات، على إعطاء امتيازات في قطاع الطاقة، خاصة النفط والغاز وإنشاء قواعد عسكرية مشتركة روسية إيرانية في الخليج العربي، مقابل التزام موسكو بالدفاع عن النظام الإيراني في حال تعرضه لأي تهديد، فضلاً على العمل على تصعيد الموقف بين حزب الله اللبناني والفلسطينيين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى لشلّ إدارة ترامب في الشرق الأوسط واستنزافها، بحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية.
جاء ذلك فيما أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أنه تم التوافق مع الجانب الروسي حول زيارة حسن روحاني لموسكو.
وأكد رئيس مجلس النواب الإيراني، علي لاريجاني، أن إيران تتجه إلى إنشاء حلف استراتيجي مع روسيا، وأن هناك تغييرات جادّة تحصل على مستوى القضية الفلسطينية. وكشف موقع «آمد نيوز» التابع للإصلاحيين الإيرانيين، نقلاً عن مصادر واسعة الإطلاع، أن النظام الإيراني يدرس الخيارات المتاحة لمجابهة تهديدات دونالد ترامب، ألا وأهمها عقد معاهدة الدفاع المشترك مع روسيا.
وأضاف أن «من الخيارات التي تم مناقشتها، هو تدشين مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة وتطبيع العلاقات مع واشنطن وإعادة فتح سفارتي البلدين، لكن صُنّاع القرار الإيرانيين عارضوا تلك المبادرة تحت ظل إدارة ترامب».
وأوضح أن «القادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين عرضوا حُزمة من المقترحات على المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، حول تفاصيل الصفقة الاستراتيجية مع روسيا، للموافقة عليها. ومن أهم تلك المقترحات إعطاء امتيازات اقتصادية كبيرة للروس لتطوير واستحصال النفط والغاز في إقليم الأحواز جنوبي البلاد، مضيفاً أن أرباح الجانب الروسي من تلك الامتيازات النفطية تقدربـ 50 مليار دولار».
وحسب الموقع، فإن «الجزئية الأخرى للمقترح الاستراتيجي الإيراني هي أن طهران توافق على إعطاء الجيش الروسي قواعد عسكرية في مياه الخليج العربي، حتى تتمكن روسيا من الدفاع عن إيران مقابل أي هجوم محتمل للقوات البحرية الأمريكية، فضلاً على أن طهران تسمح للروس باستخدم موانئها في جنوب البلاد وعلى شواطئ الخليج العربي وبحر عُمان لتصدير واستيراد البضائع من وإلى روسيا».
وبهدف حرف الأنظار والتركيز عن إيران والصفقة المتوقعة مع روسيا، اقترح القادة الإيرانيون على خامنئي أن يتم العمل على إحداث تصعيد جديد بين حزب الله» الإرهابي، وإسرائيل، لفترات أطول بحيث يستنزف الإدارة الأمريكية في موضوع الشرق الأوسط ويشلّ سياستها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ويسلب منه فرصة التقابل مع إيران.
وأشار الموقع الإصلاحي إلى مقابلة متزعم الحزب، حسن نصر الله، مع القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الإيراني، قبل يومين الذي أكد خلالها على ضرورة الاستعداد لحرب جديدة مع الكيان الصهيوني، مضيفاً أن المسؤولين الإيرانيين اقترحوا عقد مؤتمر «نصرة فلسطين» بحضور المرشد الأعلى، وأن التحضيرات لعقد هذا المؤتمر قد بدأت فعلياً في طهران.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس النواب الإيراني، علي لاريجاني، أن طهران تتجه إلى إنشاء حلف استراتيجي مع موسكو في المنطقة، وأن هناك تغييرات جادّة تحصل على مستوى القضية الفلسطينية.
وحسب وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أشار علي لاريجاني إلى أنه لا توجد خلافات بين إيران وروسيا في سوريا، مشدداً على أن البلدين يسيران معاً في طريق استراتيجي، وأن طهران متجهة إلى إنشاء حلف استرتيجي مع موسكو.
كما رحّب مسؤولون إيرانيون بحضور الشركات الروسية للاستثمار في مجال مشاريع النفط والغاز في إيران. ونوه إلى ترحيب طهران بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أعضاء دول الاتحاد الأوراسي.
وفي موضوع مواز، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريحات له: التدخل العسكري الروسي المباشر «أنقذ سورية» من احتمالات التفكيك، وأنهى «حرباً اهلية»، ووضع حداً لمحاولات تغيير "السلطات الشرعية بدعم خارجي"، على حد تعبيره، وهو ما يمهد لتكرار التجربة في إيران.