أظهر سجل الزيارات واللقاءات في البيت الأبيض، خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن أكثر من 30 لقاءً عُقد بين دبلوماسي إيراني سابق وزعيم اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة من جهة، ومسؤولين بارزين في البيت الأبيض من جهة أخرى، حسبما كشفت عنه مصادر إيرانية لصحيفة "الحياة" اللندنية.
وأشارت معلومات في هذا الصدد، إلى أن الدبلوماسي الإيراني السابق حسين موسويان، التقى ثلاث مرات في البيت الأبيض مسؤولين بارزين في إدارة أوباما، الذين التقوا أيضاً تريتا بارسي، مؤسس "المجلس الوطني الإيراني-الأمريكي" ورئيسه، والذي يُعتبر من مهندسي تحسين صورة إيران لدى إدارة أوباما.
وكان موسويان شغل منصب السفير الإيراني في برلين، قبل أن يصبح أبرز مساعدي الرئيس الإيراني حسن روحاني، في المجلس الأعلى للأمن القومي، عندما كان الأخير سكرتيراً له خلال عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي. وينشط بارسي في العلاقات الإيرانية–الأمريكية، رغم حظر دخوله إيران؛ بسبب تعاونه مع جهات أمريكية مختلفة.
ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، ارتبط بصداقة خاصة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، فإنها المرة الأولى التي تُكشف فيها لقاءات بين شخصيات إيرانية قريبة من حكومة روحاني، وموظفين أمريكيين بارزين في البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، ذكرت مصادر مطلعة على المحادثات التي أجراها موسويان وبارسي في البيت الأبيض، أنها جاءت في إطار "ترطيب" العلاقات بين طهران وواشنطن، مشيرة إلى أنها أسهمت إلى حد بعيد في إيجاد بيئة مناسبة للمفاوضات التي أسفرت عن إبرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الست.
وأفادت معلومات بلقاءات بين موسويان، وروبرت مالي الذي قاد عام 2015 مكتب الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وعيّنه أوباما مستشاراً خاصاً بشأن تنظيم داعش.
وتشير المعلومات إلى أن بارسي التقى موظفين بارزين في البيت الأبيض، بينهم بن رودس، الذي كان مساعداً لأوباما ونائباً لمستشار الأمن القومي حول الاتصالات الاستراتيجية، ومستشاراً بشأن الاتفاق النووي.
كما اجتمع بمستشارين لجوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، والتقى أعضاء لجنة إيران في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض.
وقال بارسي لموقع "واشنطن فري بيكون" إنه يفتخر بعلاقته الوثيقة مع إدارة أوباما، لافتاً إلى أن "ضغوطاً مارسها الجمهوريون لم تنجح في التأثير في هذه العلاقة".
وأضاف أن "كل الحملات التي قادها منتقدو سياسة أوباما في شأن إيران، لم تستطع التشكيك في صدقية المجلس الوطني الإيراني-الأمريكي"، معتبراً أنه "أسهم في إبعاد شبح الحرب على إيران".