بدأت أمام محكمة في العاصمة الإندونيسية محاكمة حاكم جاكرتا المسيحي بتهمة الإساءة للقرآن الكريم في قضية أثارت جدلاً واسعاً في البلاد وأدت إلى تظاهرات واسعة، الثلاثاء (13|12).
وحَبَس باسوكي تاهاجا بورناما الملقب «أهوك» أول حاكم مسيحي لجاكرتا منذ قرابة خمسين عاماً، وكان جالساً على كرسي مقابل القضاة، دموعه وهو يدافع عن نفسه من تهمة إهانة المسلمين والإساءة للقرآن التي يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى خمسة أعوام.
وبثت قنوات التلفزيون الكبرى في البلاد الجلسة مباشرة بينما نشرت قوات أمنية كبيرة لتجنب أي احتكاك بين أنصار «أهوك» ومعارضيه الذين تجمعوا خارج المحكمة.
وأثار الحاكم الذي ينتمي إلى أقليتين مسيحي وأصوله صينية استياء في أكبر بلد مسلم في العالم في عدد السكان، منذ أن صرح في سبتمبر، أن تفسير علماء الدين لآية في القرآن تفرض على المسلم انتخاب مسؤول مسلم، خاطئ.
وفي حديثه للمرة الأولى أمام المحكمة، قال «أعرف أن من واجبي احترام القرآن ولا أفهم كيف يمكن أن أتلقى اللوم لإهانة الإسلام».
وخلال اليوم الأول من المحاكمة، قال المدعي العام علي موكارتونو أن الحاكم أهان الإسلام، مشيراً إلى أن أكبر هيئة مسلمة في البلاد قالت إن تصريحاته تشكل تجديفاً.
ودافع الحاكم عن نفسه مؤكداً أن أقرباء مسلمين له ولعائلته لعبوا دوراً أساسياً في حياته، لذلك؛ فالاتهام بالتجديف يحزنه كثيراً، على حد زعمه.
وقال «أهوك» بصوت مرتجف «إنني حزين جداً. هذا الاتهام يعادل القول إنني أهنت والدي بالتبني وإخوتي وأخواتي الذين أحبهم ويحبونني».
وكان مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية جمال السويدي في كتابه "السراب" انتقد المسلمين لرفضهم أن يكون حاكم عاصمة أكبر دولة إسلامية من غير المسلمين، رغم أن مسلمي أندونيسيا ليس هذا ما دفعهم للاحتجاج على هذا الحاكم وإنما لإهانته للإسلام وللقرآن، كما يتضح من القضية المنظورة أمام القضاء.