يعتقد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن هناك ثلاث استنتاجات يجب على العالم أن يستخلصها من النزاعات التي تدور في الشرق الأوسط، ومن أهمها ضرورة تقسيم العراق وسوريا.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن هذه الدروس بارزة بشكل خاص بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لأولئك المعنيين بضمان أمنها القومي.
ففي مقال كتبه أفيغدور ليبرمان، ونشره موقع "ديفينس نيوز" الأميركي، بعنوان "سياسة إسرائيل الخارجية في شرق أوسط مضطرب"، وصف الوزير اليميني المتطرف ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وفي باقي بلدان المنطقة بالزلزال التاريخي.
وقال إن الحل لمشاكل المنطقة يكمن في رسم حدود جديدة لبعض الدول، فتغيير الحدود بشكلها الحالي خاصة في العراق وسوريا، ووضع خطوط فاصلة بين مناطق الشيعة ومناطق السنة من شأنه أن يقضي على الفتنة الطائفية ويفتح الطريق أمام قيام دول تتمتع بشرعية داخلية، على حد زعمه.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، في السياق، أن تأسيس العديد من البلدان في الشرق الأوسط قد تم بشكل مصطنع، وذلك كان نتاجا لاتفاقية سايكس بيكو، التي تمت بناء على الاعتبارات الاستعمارية التي لم تأخذ بعين الاعتبار نمط عيش السكان والخلافات الطائفية والعرقية العميقة داخل مجتمعات معنية، حسبما نشره في المقال.
وبين المسؤول الإسرائيلي، في المقال، أن من الخطأ الاعتقاد أن هذه الدول يمكن أن تتعايش في حدودها الحالية.
كما أضاف ان ذلك الحل ينطبق على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث قال إن الوضع سيؤول في آخر المطاف إلى دولتين.
المتطرف ليبرمان كان دقيقا، بقوله: إن الاستنتاج الأول وراء عدم الاستقرار في المنطقة هو غياب شبه كامل للطبقة الوسطى، ناسبا ذلك إلى أن معظم الدول العربية تعاني من الفساد المؤسساتي والفقر المدقع، إلى جانب وجود طبقة تضم كبار رجال الأعمال الأثرياء للغاية.
وأكد ليبرمان أن من الضروري الحفاظ على طبقة وسطى قوية، مشيرا إلى أن أكثر الدول استقرارا وازدهارا في العالم هي تلك التي لديها طبقة وسطى واسعة، وفي بعض الحالات، تضم ما يصل إلى 80٪ من السكان في البلاد، حسبما جاء في المقال الذي نشره.
وزعم أن التعصب الديني والتطرف القومي يأتي نتيجة للإخفاقات اقتصادية.
أما الاستنتاج الثالث الذي تحدث عنه الوزير الإسرائيلي فيتمثل في كيفية دحر الجماعات المسلحة والقوات شبه العسكرية، مشددا على أن التجربة أثبتت أن الانتصار بشكل حاسم يتطلب المواجهة البرية، مشيرا إلى أن الضربات الجوية وتقديم الدعم العسكري كلها جزء من المعادلة العسكرية، لكنها لا يمكن أن تحقق كسبا شاملا وحاسما.
ويتفق ما ذهب إليه ليبرمان بشأن تقسيم العراق وسوريا مع ما يتبناه نظام السيسي، إذ قال وزير خارجيته سامح شكري لصحيفة الشرق الأوسط الأربعاء (7|12) إن عودة عقارب الساعة إلى الوراء في سوريا "وهم" مشددا أيضا أن التغيير لا يأتي عن "طريق المليشيات الطائفية" قاصدا فصائل الثورة السورية.
وكانت مصر في عهد المخلوع مبارك عامل ضغط على السودان لإجباره على قبول انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم في الشمال. كما يشارك نظام السيسي دول خليجية أخرى داعمة لانفصال أقاليم في دول عربية أخرى.
فقد دعا ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي إلى فصل عدن عن الوطن الأم صراحة في تغريداته مطالبا بمنح الجنوبيين حق تقرير المصير، وهو ما يعني التصويت على انفصالهم في استفتاء كما جرى في السودان أو تيمور الشرقية وغيرها من حالات انفصالية في العالم.