كتب الصحفي البريطاني المعروف روري دوناجي مقالا في الموقع البريطاني "ميدل إيست آي" حول تدشين أبوظبي نظاما أمنيا "عين الصقر" لمراقبة الأحداث والأماكن الاستراتيجية في الإمارة أعلنت عنه الأربعاء (13(7).
دوناجي استهل مقاله المعلوماتي بالتأكيد على أن شركة مملوكة سابقا لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية هي التي دشنت المنظومة الأمنية للمراقبة الشاملة في أبو ظبي.
و أعلنت السلطات الأمنية في أبو ظبي عن إطلاق نظام للمراقبة على مستوى الإمارة، من خلال مركز المراقبة والتحكم (ADMCC) والذي يعتمد على آلاف الكاميرات المنتشرة في أنحاء العاصمة.
وجاء في بيان رسمي أن المنظومة سوف "تساعد الطرق على مراقبة من خلال رصد المخالفات المرورية و رصد سلوكيات هامة جدا في مدينة (أبو ظبي): مثل النظافة العامة والتجمعات البشرية في المناطق غير المخصصة".
اللواء محمد خلفان الرميثي، الذي يرأس شرطة أبو ظبي، ويرأس ADMCC، قال إن "عين الصقر" هو "جزء من رؤية إمارة أبو ظبي في بناء مجتمع آمن، واقتصاد تنافسي ".
ومع ذلك، يقول دوناجي أن أبوظبي لم تكشف أن شركة إسرائيلية هي التي تقف خلف تطوير "عين الصقر" ومالك هذه الشركة رجل الأعمال ووكيل المخابرات الإسرائيلي السابق ماتي كوخافي.
وكانت كشف الموقع البريطاني في فبراير الماضي تفاصيل هذا النظام ، بما في ذلك مقر الشركة في سويسرا، وأن كوخافي فاز عام 2011 بعقد تدشين النظام بتكلفة 600 مليون دولار أمريكي.
وتابع الكاتب، كشفت تحقيقات الموقع البريطاني أن نظام عين الصقر يتم عبر استخدام استراتيجية جامعة للمراقبة والمعروفة باسم "إنترنت الأشياء".
و إنترنت الأشياء في حالة أبو ظبي، ويوفر كميات كبيرة من البيانات عن جميع تحركات وأنشطة الأفراد، وتشمل أدوات لجمع البيانات عن طريقة الأجهزة، من الكاميرات في الشوارع لأجهزة ذكية متصلة بشبكة الإنترنت.
وقال دوناجي، "يتم رصد كل شخص من لحظة مغادرته أبواب منزله حتى يعود إليه". وقال مصدر مقرب من المشروع، كما أن النظام يقوم بتسجيل الأنماط الاجتماعية والسلوكية، تم تحليل المعلومات وأرشفتها في نفس الوقت.
واستطرد الموقع قائلا، لا توجد علاقات رسمية بين دولة الإمارات وإسرائيل ولا توجد علاقات دبلوماسية، ولكن العلاقات بين البلدين ظلت تنمو بهدوء في السنوات الأخيرة. فالعلاقة العلنية تثير حساسية لدى أبو ظبي كون الشعب الإماراتي متضامن مع النضال الشعب الفلسطيني.
ومن المعروف أن كوخافي، الذي يقف خلف نظام "عين الصقر"، أنه من الزوار الدائمين لدولة الإمارات. يعيش كوخافي في الولايات المتحدة وحقق ثروة كبيرة في سوق العقارات قبل العمل في مجال الأمن الداخلي بعد هجمات 11 سبتمبر .
و فاز كوخافي في أول عقد له مع حكومة أبو ظبي في عام 2008. وتم التعاقد على $ 816 مليون لتقوم شركته بإقامة نظام "لحماية كل المرافق الحيوية في إمارة أبو ظبي"، وفقا لتقرير نشر في نفس السنة نشرته صحيفة "الاتحاد" الرسمية في أبوظبي.
وتم التعاقد على تطوير عين الصقر بمبلغ 600M $ في فبراير 2011 مع كوخافي الذي يمتلك أيضا شركة محلية شريكة لأبوظبي متخصصة في عرض الحلول المتكاملة والتقنية المتقدمة.