أظهرت لعبة "البوكيمون" إرباكا وتخبطا واضحا بين مؤسسات الدولة حول التعامل معها بين تحذير وتجريم من جهة وبين تطمين وترغيب من جهة أخرى. وقد أشغلت اللعبة مؤخرا عدة جهات حتى وصل أمرها إلى البحث فيها دينيا.
فعلى خلاف أبوظبي جاء موقف دبي من هذه اللعبة، فما هو موقف مؤسسات دبي وأبوظبي؟
موقف إمارة دبي من اللعبة
صحيفة "الإمارات اليوم" الصادرة في دبي أسهبت في شرح خطورة اللعبة والأثر القانوني لاستخدامها.
وقالت الصحيفة، حذّر قانونيون وخبراء تقنية وأمن معلومات من لعبة «بوكيمون جو»، التي غزت عقول الشباب، ..مؤكدين أن «البوكيمون» تنتهك خصوصية الأفراد، وتسيطر على بيانات الهواتف".
ونقلت الصحيفة تحذير خبير أمن المعلومات ومدير إحدى شركات التكنولوجيا الرقمية العاملة في الدولة، المهندس معتز فراج، من "أن الحصول على هذا الكم الضخم من المعلومات والبيانات يشكل تهديداً لخصوصية المستخدم، وينقسم التهديد هنا إلى نوعين، الأول يرتبط بأهداف اقتصادية، .. والنوع الثاني يرتبط بأهداف تجسّسية وأمنية".
المحامي إبراهيم الحوسني، قال للصحيفة، "إن أي انتهاك لخصوصية الآخرين يُعدّ مجرّماً قانوناً، وإن لعبة «بوكيمون جو» تعتمد بالأصل على تصوير الأشخاص أو الأماكن للبحث عن الشخصيات الكرتونية الموجودة فيها، الأمر الذي من شأنه تعريض مستخدميها إلى المساءلة القانونية، نتيجة تعديهم على خصوصية أولئك الأشخاص".
وبيّن الحوسني "أن اللعبة قد تعرّض من يسيء استخدامها إلى الوقوع في جرائم تضمنها قانون العقوبات ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذي لم يتهاون مع مرتكبيها، مشيراً إلى أن عقوبة تلك الجرائم قد تراوح بين الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر والغرامة التي لا تقل عن 150 ألف درهم ولا تجاوز 500 ألف درهم".
من جهته، حذّر مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي، الدكتور محمد مراد، من الأهداف الحقيقية للعبة «بوكيمون جو»، التي قد تكون لها "أهداف مخططة من قبل جهات مجهولة أو منظمات تهدف إلى نشر أفكارها وسمومها في عقول الأطفال والشباب".
وأكد أن الألعاب الإلكترونية لها "مخاطر كبيرة على الصغار والكبار، سواء صحية أو عقلية أو نفسية، وقد تتسبب في إدمان مستخدميها، فضلاً عن أهداف خطرة قد تمس أمن الدولة".
وأضاف مراد أنه يتعين عمل دراسة تحليلية حول هذه اللعبة، للتعرف إلى مخاطرها وأهدافها الحقيقية، التي تكون في الغالب مخفية، مؤكداً أن اللعبة قد تكون لها أهداف سياسية أو تجارية أو أمنية أو ترفيهية وغيرها، ما يحتم على الجهات المعنية التدخل لدراسة أهداف اللعبة ومخاطرها بعناية.
موقف أبوظبي من اللعبة
أما في أبوظبي فقد قالت صحيفة "الاتحاد"، إن الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات أكدت "عدم حظر لعبة البوكيمون".
ونقلت عن خبير أمن المعلومات خالد أبوبكر، المدير الإقليمي لشركة «فيدليس سيكيورتي، "أن المخاوف المثارة حول مخاطر هذه اللعبة على أمن وخصوصية مستخدمي الهواتف المتحركة غير مبررة، ولا تستند إلى دلائل تكنولوجية توضح الكيفية التي يمكن من خلالها اختراق الأجهزة عبر هذه اللعبة".
وأثار الموقف المتضارب بين أبوظبي ودبي حول اللعبة الاستغراب خاصة أن أبوظبي حريصة تماما على مسألة الأمن، وهو ما دفع ناشطين للتساؤل إن كان هناك استفادة أمنية من جانب جهاز الأمن في أبوظبي من هذا الجانب بحيث يكون له صلاحية النفاذ على المعلومات والبيانات التي حذرت شرطة دبي منها.