هاجم وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، جماعة الإخوان المسلمين، واصفا جلسة الاستماع لقادة الإخوان المسلمين مع النائب البريطاني كريسبن بلنت مؤخرا مهمة وتفضح الخطاب المزدوج للإخوان وانتهازيته وتلوّنه.
وقال قرقاش، في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر»، إنه على الرغم من أنها جلسة استماع عن الإسلام السياسي، فإن قادة الإخوان احتكروها في محاولتهم الحالية لإعادة إنتاج خطابهم بعد انهيار شعبيتهم وفرصهم، مضيفاً: «من الواضح أنهم مستعدون، في سعيهم الدائم لكسب دوائر القرار الغربية، لتفصيل الخطاب على قياس رأي المتلقي، فالمبدأ الأساس النفوذ والسلطة».
وزعم أنه يبرز من خلال الجلسة أن خطاب الإخوان الموجّه إلى الغرب ومبادئهم جميعها مرنة وقابلة للتفاوض من الشريعة إلى الديمقراطية إلى المرأة والمثليين.
وادعى أن جلسة الاستماع تُظهر مثابرة من الإخوان على ركوب موجة الديمقراطية في استجداء رخيص لقبول غربي لجماعتهم وطموحها السياسي المغلّف بالدين، منوّهاً بأن جلسة الاستماع تكشف كذلك عن مرونة تكتيكية وموجهة إلى الغرب لقبول الإخوان بحقوق المثليين، ومضيفاً: «وننتظر كيف سيترجَم هذا الخطاب على الصعيد العربي والإسلامي».
ويرى مراقبون أن قرقاش حاول التغطية على تصريحاته المتناقضة حول اليمن، بالهجوم على جماعة الإخوان المسلمين.
وكان قرقاش في خطوة بدت متخبطة صاحبها حالة من عدم استقرار القرار داخل أروقة النظام ، تراجع عن تصريحاته والتي أعلن فيها عن انتهاء الدور العسكري للإمارات في اليمن.
ولكن الأهم من ذلك، برأي مراقبين، أن قرقاش يتهم الإخوان بما تقوم به أبوظبي من استجداء الغرب بركوب موجة التسامح وقبول الآخر فتقوم ببناء الكنائس وإحياء حفلات أعياد الميلاد وترسل وزيرات الدولة للقاء بابا الفاتكيان وتستغل العمل الإغاثي لتمرير سياساتها وأيدولوجيتها وتسعى من خلال دورها المتزايد فيما تسميه محاربة الإرهاب إثبات أهميتها وجدواها في معارك الغرب حتى ينحاز هذا الغرب دائما لأبوظبي فيغض النظر عن الانتهاكات الحقوقية في الداخل والخارج على حد سواء، لذلك يلجأ قرقاش لأسلوب الإسقاط الذي يتمثل باتهام الآخرين بما يرتكبه هو.
وتبذل أبوظبي جهودا حثيثة منذ انقلاب السيسي على الأقل، لربط الإخوان المسلمين بداعش والإرهاب عموما غير أن الغرب يدرك تماما الفرق بين الإرهاب والإخوان مثل إدراكه أنه لا فرق بين سلوكيات بعض الأجهزة الأمنية في المنطقة وبين سلوكيات التنظيم الإرهابي. فلقاءات كهذه تبدد جهودا وضغوطا وأموالا وعلاقات واستثمارات لم تنفع في إقناع الغرب بوجهة نظر جهاز أمن الدولة في أبوظبي بشأن اعتبار الإخوان جزء من المنظمات الإرهابية، لأن الإسلام الوسطي ليس أكثر من مؤسسة مجتمع مدني سلمية واسعة الانتشار وفق ما يؤكد القائمون على هذا التيار الإصلاحي.