قالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية إن دولة خليجية فشلت في اقناع رؤساء قبائل عربية شمال سوريا بالانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية(أكراد سوريا الانفصاليين) الأمر الذي أدى إلى اتخاذ قرار وقف معركة الرقة وتأجيلها في الوقت الحاضر خشية فشلها في استعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر مصدر عشائري للصحيفة، أن جهات رسمية اتصلت به في «محاولة منها لإقناعه بالانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية والتأثير على أقرانه من شيوخ العشائر العربية للغرض نفسه».
وأضاف، أن الدولة الخليجية قادت حملة «علاقات عامة لإقناع شيوخ عشائرشمر، وعنزة المتواجدين شمال الرقة دون جدوى، حيث رفضوا العرض الخليجي لأسباب تتعلق بعدم ثقتهم بقوات سوريا الديمقراطية».
وأكد المصدر أن هذه القوات «ضالعة في جرائم التنكيل بالعرب، وسوف لن يجنوا أي مكاسب من مساندتهم له في قتاله تنظيم الدولة».
ويحرص شيوخ العشائر على «أن يكون لهم نفوذ في مناطقهم وهو أمر متعذر في ظل سيطرة تنظيم الدولة وسيكون متعذراً أيضا في حال سيطرة قوات سوريا الديمقراطية»، حسب رأي المصدر الذي قال، إن هناك رأي «عام لدى شيوخ العشائر بعدم جدوى كسر قوة عربية سُنّية يمثلها تنظيم الدولة لصالح قوة كردية مارست أبشع جرائم القتل والتهجير ضد العرب في المنطقة».
من جهة ثانية، كشف المصدر عن «لقاءات جرت بين ممثلين عن الدولة الخليجية مع بعض شيوخ العشائر المقيمين في تركيا، ولقاءات أخرى، لم تصل إلى اتفاق بينهما على قتال التنظيم إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية».
كما أن الأكراد «يرفضون الهجوم على الرقة بدون ضمانات مسبقة من شيوخ العشائر العربية التي من المحتمل أن تضع ثقلها إلى جانب التنظيم الذي يعتبر الرقة أهم معاقله وتتمركز فيها نخبه القتالية والقيادية»، حسب المصدر.
الصحيفة اللندنية أشارت إلى اسم السعودية على أنها الدولة الخليجية التي تسعى لتجنيد العرب مع الأكراد لضرب تنظيم الدولة.
ولكن العلاقات السعودية التركية المتطورة تجعل من الصعوبة قبول هذا الزعم، كون دعم الأكراد يتعارض تماما مع المصالح التركية وهو يساوي دعم تركيا للحشد الشعبي الشيعي للهجوم على الفلوجة، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الرياض لو تم.
لذلك يستبعد مراقبون أن تكون الرياض تقف خلف هذا المسعى، كما أن قطر لا يمكن لها أن تقوم بمثل هذا الدور أيضا مراعاة لمصالح أنقرة.
ويرى مراقبون أن تقرير القدس العربي يسعى لإبعاد النظر عن أبوظبي كونها هي الدولة الخليجية المتحمسة لمقاتلة تنظيم الدولة من جهة ودعم الأكراد من جهة أخرى وموقفها المناوئ لتركيا رغم زيارة وزير خارجية تركيا لأبوظبي مؤخرا والتي يبدو أنها لم تحقق أية اختراقات في العلاقات بين الجانبين.
كما حاول التقرير إظهار "براءة" الأكراد الانفصاليين مما ينسب إليهم من جرائم موثقة وإظهار أن ما يقوم به الانفصاليون و واشنطن بأنه يصب في مصلحة تركيا بدحر تنظيم الدولة.