لم تكن مشاركة أبوظبي في عاصفة الحزم إلا لعرقلة أي دور مستقبلي سياسي للتجمع اليمني للإصلاح وفق ما يتهم ناشطون يمنيون، معززين ادعاءهم بتصريحات رسمية لمسؤولين إماراتيين مثل أنور قرقاش أو ضاحي خلفان. وبعد أن أزاح الرئيس هادي من يوصف "برجل أبوظبي" في اليمن خالد بحاح، وكان قبلها بشهور سحب القوات الإماراتية من جبهات القتال في مأرب وتعز واجتماع كبار انفصاليي اليمن في أبوظبي، وبدء عملية عسكرية في حضرموت والمكلا وتواجد إماراتي عسكري في سقطرى فضلا عن التواجد الكبير لها في عدن، تصاعدت حدة الأزمة بين الرئاسة اليمنية وأبوظبي التي قيل إن هادي قام بزيارة سرية لها مؤخرا بوساطة سعودية لم تستمر سوى ساعتين للفارق بين مواقف الطرفين.
الرئيس هادي هو صاحب الشرعية الأولى في اليمن بغض النظر عن صواب أو خطأ بعض قراراته، وقد انعكس التوتر الأخير بين الجانبين بصورة مباشرة بعد طرد محافظ عدن ومدير الأمن شلال الشايع المحسوبين على أبوظبي مئات اليمنيين من مدن الشمال، وهو الإجراء الذي لا يمكن تنفيذه واتخاذه بدون موافقة أبوظبي وتنفيذ قواتها على الأرض التي تسيطر أمنيا وعسكريا هناك.
وخلال الأيام القليلة الماضية جرى في النهر مياه كثيرة بين الرئاسة اليمنية وشخصيات تنفيذية وأمنية كبرى في أبوظبي وكأن قدر اليمنيين التخلص من التمرد الحوثي بتمرد آخر، وفق ما يقوله ناشطون يمنيون.
وبعد أن انتشرت على نطاق أنباء مطالبة الرئيس هادي لأبوظبي بتغيير قواتها أو سحبها من عدن، أصدرت الرئاسة اليمنية "نفيا" بذلك.
ونفت مصادر الرئاسة اليمنية "الشائعات" المتداولة بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي طلب من "قيادة التحالف"، تغيير القوات الإماراتية العاملة في عدن.
وأشاد المصدر (المجهول الذي لم يكشف عن نفسه) في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية سبأ بعمق ومتانة العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مثمنًا الجهود العربية وعلى رأسها جهود العاهل السعودي الملك سلمان والحكومة السعودية وجهود القيادات الإماراتية ودوّل الخليج والدول العربية المشاركة في عمليات استعادة الشرعية والقضاء على الميليشيات الانقلابية العميلة لإيران، مهيبا بوسائل الإعلام الى تحري المصداقية وعدم الانجرار وراء "المطابخ الإعلامية" المعروفة بكذبها وتضليلها.
ورغم ما ينسب من نفي بشأن هذه المطالبة، فإن متابعين للشأن اليمني يرون أن العلاقات بين أبوظبي واليمن ماضية في هذا الاتجاه، وأن موقف أبوظبي ودورها في اليمن هو ما يغري الحوثيين على التلكؤ في مفاوضات الكويت.
وفي ظل هذه الأزمة الصامتة بين هادي وأبوظبي، أرسلت السعودية قوات كبيرة إلى مأرب، فهل تضع الرياض حدا للتفرد الإماراتي في المدن اليمنية وفق ما يطالب به ناشطون يمنيون؟