أجرت صحيفة "ذا لوكل" السويدية مقابلة مع جمال السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية انتهزها فرصة للانقضاض على مسلمي أوروبا وتحريض الحكومات الإوروبية على الإسلام، في الوقت الذي تزعم فيه أبوظبي أنها تسعى لعدم ربط الإرهاب بالإسلام ولكن سلوكها وتصرفات هذه الشخصيات المحسوبة على جهاز أمن الدولة الذي يسيطر على الإمارات يأتي على النقيض من تلك المزاعم إذ يسعى لتكريس صورة المسلمين كإرهابيين.
تحريض على اللاجئين
استهل السويدي تحريضه على اللاجئين السوريين كتحريض نظام الأسد عليهم رغم هروبهم من بطشه. يقول السويدي، إن السويد هي واحدة من أكثر الدول علمانية في العالم، ولكنها مثل الاتحاد الأوروبي تستقبل اللاجئين من الشرق الأوسط الذين شنوا هجمات باريس وبروكسيل، متسائلا كيف ستتعامل السويد مع هذا الواقع.
وأضاف، إن "الدول الأوروبية تتعامل بصورة لينة جدا، وإنها ستدفع ثمن ذلك".
وزعم السويدي أن كتابه "السراب" ناقش فيه مزاعم الجماعات الإسلامية التي تقول إنها يمكن أن تحل مشكلات الأمة، ويقول إنه قام بالرد على ذلك فكريا، كون الرد ليس فقط بالقوة العسكرية.
مقاربة كاذبة
و وصف السويدي المناخ السياسي الحالي في الشرق الأوسط كما كان عليه الحال في أوروبا في العصور الوسطى - وقت الثورة على الكنيسة التي اضطهدت الناس.
فالسويدي يزعم أن إجراءات أبوظبي والقاهرة ومن على شاكلتهما أنها ثورة ضد الدين المتطرف كما كانت الثورة في أوروبا ضد الكنيسة. وفي هذا اعتراف منه بالانقلاب على الإسلام وتصويره كالكنيسة في العصور الوسطى التي يقال إنها اضطهت الناس، ولكن مع تجربة العالم العربي مع حكوماتها وأنظمتها يبدو أن تاريخ هذه المسألة يحتاج إلى تدقيق. السويدي يستغل التوجهات العلمانية في أوروبا لتصوير نفسه ومن يمثل بأنهم تحرريون ثائرون ضد المسجد والإسلام المتطرف، غير أن الصحيح لا السويدي ولا من يمثل ثائرا ولا ليبراليا ولا حتى علمانيا، لأنهم يستغلون الدين عندما يكون ذلك في صالحهم، ويهدمونه عندما لا يجدون فيه ما يناسبهم.
ويتابع السويدي، ولكن العالم الغربي تعامل مع ظاهرة الإسلام "بسذاجة"، فالمشلكة "ذات جذور عميقة" على حد تعبيره.
ويستدل السويدي بما يزعم، لقد أيد العالم الغربي المتمردين الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي، ولكنه عاد بالنتيجة على الغرب، لقد آن الأوان لأن نستيقظ".
التحريض على الربيع العربي
يتابع السويدي، عندما ناضل الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة في مصر عام 2011 عددا كبيرا من الدول الغربية دعم هذه "الديمقراطية السطحية" على حد زعمه.
ويرى السويدي أنه من الخطأ التفريق بين التيارات الإسلامية، فكلهم مرتبطون. وأنه لا يمكن الفصل بين الإخوان المسلمين وداعش.
ويزعم، "داعش خرجت عام 2013 بعد إزاحة الإخوان من حكم مصر، وكلاهما يمارس القتل الآن، لا يوجد فرق، قد يكون لديهم تكتيكات مختلفة، ولكن من نفس الفكر".
ضد مسلمي السويد
يقول السويدي، "السويد فيها واحدة من أكبر الجاليات الإسلامية الكبيرة في أوروبا، ويجب أن تلعب دورا رئيسيا في مكافحة التطرف".
و يقترح السويدي، على السويد إنشاء قاعدة بيانات دولية يمكن أن تستخدم لتوثيق "الإرهابيين" المشتبه بهم، فضلا عن أولئك المعرضين لخطر التطرف، وبالتالي منع دخولهم إلى أوروبا في المقام الأول.
ويتابع محرضا، "علينا أن نكافح التطرف ليس فكريا فقط. وإنما أيضا يجب أن نغير طبيعة التعليم وتغيير التكتيكات في وسائل الإعلام، وتغيير طبيعة ما يحدث في المساجد".
التحريض على المساجد
ويقترح السويدي، أن تخضع المساجد لرقابة صارمة، زاعما، "أن المساجد في السويد وأوروبا ليست دائما تعبيرا عن الحرية الدينية"، وإنما "يمكن أن تكون أماكن لتعلم الإرهاب".
ويضيف، حرية الدين يجب أن تظل محترمة، ويجب أن تبقى المساجد كأماكن للصلاة - "لكنها لا يمكن أن تصبح مدارس"، حيث يتم تدريس الأيديولوجيات المتطرفة وتسهم في انتشارها.
"هناك فرق بين الحرية الدينية وتجنيد القتلة"، على حد تعبيره.
ورفض السويدي أن هذه السيطرة فيها انتهاك للخصوصية، قائلا، "الأمن أكثر أهمية بكثير".
وأضاف زاعما، "الإرهابيون يسيئون فهم العلاقة بين الأمن والخصوصية"، ولقد دفع الناس في باريس ثمن تفضيلهم الخصوصية على الأمن، على حد تحريضه.
فرض الثقافة الأوروبية على المسلمين
السويديون متسامحون في فرض ثقافتهم وقيمهم الخاصة، ولكن هذا التسامح غير مفيد، وقد يساعد ذلك اللاجئين على التطرف. "أولئك الذين يأتون إلى السويد يجب أن يكون مخلصا للقيم السويدية. إذا كنت غير مستعد أن تصبح جزءا من المجتمع السويدي، ينبغي عليك ألا تأتي".
الذين يسعون للحصول على الجنسية في أوروبا، يجب أن يكون المعيار القيم والهوية - وليس المدة التي يقضيها اللاجئون في أوروبا.
"لا يمكن للاجئ عراقي أن يعيش في السويد ويكون وفيا للعراق، على سبيل المثال،"، فلمن سيكونوا موالين: السنة؟ الشيعة؟ الكردية؟ العالم العربي؟ داعش؟ عليك أن تكون مواليا للسويد، على حد قوله.
السويدي، الذي تصفه الصحيفة بالمسلم على سبيل استغرابها من حجم تحريضه على الإسلام، يطالب بألا يقتصر محاربة التطرف على المسلمين.
لا يدرك السويدي إنه بهذه الدعوات المغرضة إنما يؤجج صراع الحضارات وصدام الأديان، أو أنه يدرك ذلك ويسعى له بالفعل جراء هذا التحريض والمعلومات المضللة التي يقدمها للغرب.
ويلتقي السويدي بهذا الطرح مع ما يطالب به مرشح الرئاسة الأمريكي ترامب من إساءات وعنصرية ضد المسلمين، ما دفع البعض لتشبيه السويدي بالنسخة الإماراتية من العنصري "ترامب".