كتب المجلس الأمريكي اليهودي في واشنطن عبر حسابه الرسمي بتويتر تغريدة يؤكد فيها استضافة جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية - مقره أبوظبي-، لإلقاء الضوء على "الإسلام المتطرف والسياسي" على ضوء كتابه "السراب".
وهذه المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن نشاط كهذا من جانب شخصية إماراتية، وإن لم تكن في منصب رسمي، إلا أنها تمثل السياسة الخارجية والداخلية الرسمية لأبوظبي، كما أنه يدير مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية الذي يرأسه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. و يرجع مراقبون إماراتيون إلى السويدي مسؤولية التوجهات السياسية والأمنية الحالية لأبوظبي، والتي جرفت الدولة بعيدا عن قيمها الوطني وعمقها العربي وهويتها الإسلامية، حتى غدت سياسة أبوظبي تتقاطع مع إسرائيل بصورة فجة يستنكرها الإماراتيون كافة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو قد أكد مؤخرا أكثر من مرة أن ما يصفه "محاربة الإرهاب" يقرب ويوثق العلاقات بين تل أبيب وما سماها "دول الاعتدال"، وهو ما أكده أيضا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي من تل أبيب، بعد ساعات من وصوله قادما من أبوظبي، ما يشير أن هناك روابط واضحة ومشكوفة تدل على السقوط الوطني المريع لمثل هذه الشخصيات التي تسيء لشعب بأكمله.
ومما يؤسف له، أن هذا الكتاب المثير للجدل "السراب"، المقتبس من ملفات المخابرات المصرية وجهاز أمن الدولة في مصر والإمارات، يمنح إحدى جوائز "جائزة زايد للكتاب"، إذا غدت هذه الجوائز بيد الجهات الأمنية تمنحها لنوعيات معينة من المؤلفين والكتب.
وطوال العام الماضي جرى إلقاء الكتاب على شكل محاضرات في الدولة وخارجها، وليس هذا ما يهم الإماراتيين، ولكن ما يدعو للاستياء العارم هو انتقال التحريض ضد الإسلام والمسلمين علنا في محافل اليهود في العالم.
ولا تنفصل هذه المحاضرة المشبوهة عن جهود ودور السويدي في التحريض على المسلمين في أوروبا وأمريكيا. فقد أجرى في وقت قريب، وبالتزامن مع تفجيرات بروكسيل الإرهابية، مقابلة مع صحيفة (ذا لوكال) السويدية، استغلها للتحريض على المسلمين في السويد وأوروبا، مُعيباً الديمقراطية في هذا البلد ومُحملاً إياها مسؤولية التطرف والإرهاب، بل ومستغلا لحظة الغضب الأوروبية للمطالبة بمراقبة المراكز الإسلامية و حصر المسلمين في أوروبا، لأنهم - حسب زعمه - مشاريع لإرهابيين محتملين.
وخص الناشطون شيوخ الدولة و أصحاب القرار، في أن يكون لهم دور وموقف من هذه الجريمة الوطنية، خاصة أن حكام الإمارات مدركون تماماً خطر الصهيونية وإسرائيل، وقد تناولوا ذلك في مؤلفاتهم ومسرحياتهم وإعلامهم طوال تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.