قالت وكالة الأنباء الرسمية (وام)، "شهدت الحملة التي نظمتها كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين بأبوظبي أمس (الجمعة)، للتبرع بالدم إقبالاً كثيفاً من قبل أبناء الكاتدرائية للتبرع بدمائهم بعد صلاة قداس يوم الجمعة، ذلك انطلاقاً من تضامنهم مع حملات المؤسسات المجتمعية بالدولة والعمل على إنجاحها".
ونقلت الوكالة، شكر وتقدير راعي الكاتدرائية لدولة الإمارات، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، لماو صفته بـ "الرعاية الكريمة التي يلقاها أقباط مصر وبقية أبناء الطوائف المسيحية لممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وأمان على أرض الدولة"، على حد تعبيره.
ومع أن فاعلية التبرع بالدم هي نشاط مجتمعي أو فاعلية "نفع عام" إلا أن هذا النشاط محظور على المساجد في الدولة وحتى على جمعيات النفع العام إذا لم يكن هذا مجال عملها. ومع أن هذه الفعالية ليست نشاطا سياسيا إلا أنها محظورة في الدولة على أي جهة غير مختصة وخاصة على المساجد وجمعيات النفع العام الأخرى بذريعة أن هذه الفعالية غيرها من الفعاليات المجتمعية يصنفها جهاز الأمن من الأنشطة السياسية التي يحظر على المساجد أو الجمعيات الإسلامية الاشتغال فيها "لأنه لا يوجد دين في السياسة" ولأن هناك "استغلال للدين في العمل السياسي" أو استغلال المساجد لممارسة العمل السياسي.
ولكن في حالة الكنائس التي تقوم بهذه الأنشطة وغيرها من أنشطة كثيرة لا تواجه أي اعتراض من جانب السلطات، كون من يقوم عليها كنيسة وليس مسجدا، ولأن السماح بهذه الفعاليات يسهم في حملات تسويق تسامح الدولة أمام الغرب إزاء ما بات ينتشر على نطاق واسع من سلوك وسياسة عدم التسامح في الدولة مع الشعب الإماراتي أو المقيمين على خلفية الرأي والسياسة حتى مع غير المسلمين إذا كانوا يحملون رأيا لا يرضي الأجهزة الأمنية.
ما قامت به الكنسية، هو ذات الأنشطة التي كانت تقوم بها جمعيات نفع عام بالدولة وكان ذلك بعض اختصاصها أو بالحصول على ترخيص لممارستها، ولكن جهاز الأمن قام بحل إدارات تلك الجمعيات وعين إدارات أمنية. ففي عام 2013 قام بحل مجلس إدارة جمعية المعلمين، وجمعية الحقوقيين، وجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وحاصر المساجد بأنظمة وقيود بذريعة أن هذه المساجد هي للعبادة فقط، وحملات التبرع بالدم وما شابهها هي أنشطة سياسية بغطاء اجتماعي، وفق ما كان يرى جهاز الأمن، ولكن هذا الجهاز يفقد بصره وبصيرته عندما يتعلق الأمر بغير المسلمين.
وعندما كانت هجمة أبوظبي على أشدها ضد "استغلال الإسلاميين للدين لتحقيق أهداف سياسية" عام 2014 كان البابا تواضروس في زيارة سياسية للدولة لا زيارة رجل دين، حيث ناقش مع كبار قادة الدولة مستقبل مصر بعد الانقلاب ودور الكنيسة.