نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مساء الأربعاء(3|2) بمقره في أبوظبي محاضرة بعنوان "جماعة الإخوان والتنظيمات " الجهادية" : قراءة في المشتركات الفكرية " من رؤى السراب".
وألقى المحاضرة الكاتب المصري عمار علي حسن بحضور عدد من الدبلوماسيين والمفكرين والباحثين والكتاب والصحفيين بالإضافة إلى مجموعة من المهتمين بالشأن العام.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية(وام) أن المحاضرة تناولت وضع الجماعات الدينية السياسية وتوجهاتها وأفكارها وأهدافها اهتداء بالرؤى والأفكار التي طرحها كتاب "السراب" الذي ألفه جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي يحفل بشرح واف لهذه الجماعات في تفكيرها وتدبيرها ويوضح بجلاء أوجه الشبه والاختلاف بينها بدءا من جماعة "الإخوان المسلمين" وانتهاء بتنظيم "داعش" مرورا بجميع الجماعات والتنظيمات والتجمعات التي اتخذت من الإسلام أيديولوجية لها ووظفته في تحصيل السلطة السياسية والثروة والمكانة الاجتماعية .
وركز حسن في محاضرته على نقاط عدة أساسية الأولى شرح الأوجه العامة للاتفاق والافتراق بين جماعة "الإخوان المسلمين" والتنظيمات الجهادية التي سطرت وجودها على خريطة العالم الإسلامي إضافة إلى شرح التصور الفكري للجماعات الدينية السياسية الذي ينطوي على أهدافها وغاياتها حتى إن اختلفت في التفاصيل والوسائل والمدى الزمني الذي تضعه لتحقيق ما تصبو إليه أما النقطة الثالثة فتتناول الأفكار الرئيسية المشتركة بين الإخوان والجهاديين وفي صدارتها مفاهيم "الحاكمية" و"العصبة المؤمنة" و"أستاذية العالم".
وسلط المحاضر الضوء على بعض مقولات جماعة "الإخوان المسلمين" التي تحاول من خلالها تمييز نفسها عن الجماعات الأخرى مثل أنها مختلفة عن الجماعات والتنظيمات الجهادية التي تميل في الفكر إلى "التسلف" وفي الاتجاه إلى العنف وفي التمايز لا التماثل مع المجتمع.
وفي حديثه عن كيفية مواجهة هذه الجماعات وأفكارها أشار المحاضر إلى أن المواجهة مع هذه الجماعات فكرية في الأساس وتقوم على جوانب عديدة من بينها تربية الوجدان ونشر الفكر وإيجاد البديل المدني وإشاعة الثقافة المدنية في حياتنا وإصلاح التعليم كي يشجع على التفكير والإبداع والابتكار والنقد ويبتعد عن الحفظ والتلقين.
ورغم ما تزعم به المحاضرة من مواجهة الإخوان فكريا إلا أن الواقع يؤكد أنه تم التنكيل بالجماعة واعتقال قياداتها والحكم عليهم بالإعدام ومصادرة مقراتهم وكتبهم الفكرية ومنعهم من حرية التعبير التي تقتضيها المواجهة التي يزعمها المحاضر.
فالمواجهة الفكرية العادية والحقيقية تتطلب أن يتعايش طرفان بظروف متساوية ومتشابهة ويطلق كل طرف فكره والجماهير هي التي تحدد الغث من السمين، غير أن ما يجري في الإمارات وسائر الدول العربية هو تغييب أي صوت وفكر لا يستقيم مع توجهات الدولة البوليسية.