أحدث الأخبار
  • 01:45 . توتنهام يسحق السيتي على ملعب الاتحاد وفوز أرسنال وتشيلسي في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 01:29 . الإمارات تؤكد اختفاء الحاخام اليهودي دون ذكر جنسيته الإسرائيلية... المزيد
  • 01:16 . موقع أمريكي: ترامب صُدم لوجود أسرى إسرائيليين على قيد الحياة... المزيد
  • 01:04 . الشارقة يظفر ببطولة الأندية الآسيوية الأبطال لكرة اليد... المزيد
  • 12:57 . تحقيق إسرائيلي يُرجح مقتل الحاخام اليهودي على يد خلية إيرانية في دبي... المزيد
  • 12:33 . دوري أدنوك.. الجزيرة يسحق عجمان ودبا الحصن يحقق فوزه الأول... المزيد
  • 09:37 . صحف بريطانية: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو زلزال هز العالم... المزيد
  • 09:11 . حادثة مفاجئة.. اختفاء مبعوث طائفة يهودية في أبوظبي... المزيد
  • 09:00 . إيران تتحدث عن تعزيز العلاقات مع السعودية... المزيد
  • 08:32 . "القسام" تعلن مقتل أسيرة إسرائيلية جديدة... المزيد
  • 08:22 . الإمارات تحدد مراحل رفع الحظر على طائرات "الدرون"... المزيد
  • 08:07 . 32 قتيلا في أعمال عنف طائفية في باكستان... المزيد
  • 07:38 . الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة "سنجة" من الدعم السريع... المزيد
  • 06:57 . رئيس الدولة ونظيره الإندونيسي يشهدان إعلان اتفاقيات ومذكرات تفاهم... المزيد
  • 06:38 . صحيفة بريطانية: خلافات بين أبوظبي والرياض بشأن المناخ... المزيد
  • 12:56 . ترامب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثا خاصا لأوكرانيا... المزيد

فوقية الكاتب.. والقارئ

الكـاتب : السعد المنهالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

الفوقية: نزعة شخصية تجعل صاحبها يعامل الآخرين بدونية، انطلاقا من إحساس يتملكه بالتميز والعلو. يخلط البعض بين صفة الغرور وبين الفوقية؛ في رأيي أن الغرور لا يأتي عارضا، فلا يصيب الغرور أحداً في حالة ثم يأتي في غيرها ويكون متواضعاً، الغرور آفة تصيب صاحبها في كل سلوكه وعلى كل المستويات وباستمرار. أما الفوقية وهي آفة كذلك، ولكنها تأتي أحداً وقد اقتنع وشهد له محيطه أنه يمتلك ما يجعله فريدا، وحتى الآن الأمر منطقي فمن تميز في أمر ما يستحق أن يُشهد له ويُحتفى به كونه فريدا، أما ما هو غير الطبيعي، أن يتعالى هذا المتميز على غيره ممن لا يملكون موهبة مثله، فيعاملهم بفوقية وينظر إليهم على أنهم دونه.

في الكتابة أو لنقل عالم الكتابة بين المتلقي والكاتب، يحدث أحيانا إعصار من الفوقية بين الطرفين في صمت تام.. رغم تداعي الحقيقة! خلال أسبوع واحد حدثت هاتان الحالتان المتناقضتان رغم ارتباطهما العضوي الشديد؛ في الأولى: ظهرت الحالة في الفوقية التي أبداها كاتب معروف أثناء تقديمه لبعض التوجيهات في فن الكتابة لمجموعة من المبتدئين أو لنقل الكتّاب الجدد، فبجانب استخفافه بمواهبهم أبدى تعاليا وتكبرا في تقديم ما يمكن أن يفيدهم. الحقيقة أن هذا المشهد يتكرر كثيراً ولكن في الكتابة، إذ يبدي الكاتب نوعا من التعالي على قرائه، فتظهر اللغة الفوقية واضحة وجلية في ثنايا سطوره، أو في رده على نقّاده أو في تفسيره لاستفسارات جمهوره حول أي من أعماله!

ذاك ما يخص فوقية الكاتب، أما عن فوقية القارئئ فتلك قصة أخرى وحقيقة لم أكتشفها إلا مؤخرا، إذ يلجأ الكثير من القراء إلى معاقبة الكاتب عندما لا يناسبهم ما ذكره سواء لأنه استخدم لغة لم يفهموها أو لأنه خالفهم في فكرة، فيقومون بالإشاحة عنه بل إهماله تماما. وتلك فوقية أخرى يمارسها القارئ ضمنياً في سلوكه الثقافي، وهو هنا يضع صدات في مناخات التلقي الخاصة به تستمر إلى أبعد من نقطة الخلاف السابقة، فتنقلب العلاقة من اختلاف إلى عدم رؤية كاملة للآخر بكل منتجه. في رأيي أن حالتيْ الفوقية هاتين تشكلان مشكلة حقيقية يشهدها الواقع الثقافي، وسواء كان الطرف الأول كاتباً أو أديباً أو مفكراً عليه أن يعي جيدا أن حق الفوقية ليس حكرا عليه، فالآخر كذلك قادر على استخدامه ضده بطريقة تُلغي وجوده.